يعاني الآباء والأمهات من كثرة الشجار بين الأطفال داخل المنزل، وخارجه بين الأقران والأقارب، ما يوقع الأهالي في حرج أمام الآخرين. إذ تؤكد أم أحمد أن لديها 3 أطفال، وغالبا ما يسببون لها الحرج إما بالشجار أو الخلاف في ما بينهم وبين أطفال أقاربهم، ما دفعها للانطواء داخل منزلها، حتى تتجنب هذه المشكلة. أما رحاب الخالد فتقول: دائما يتشاجر طفلي مع من هم أصغر منه سنا، وخصوصا أطفال أسرتي، ما يجعلني أضربه حتى لا تغضب أم الطفل الآخر، ولا أجد حلا سوى أن أتجنب لقاء أفراد أسرتي وأطفالهم. وفي هذا السياق، أكدت الإخصائية تغريد العتيبي أن شجار الأطفال في ما بينهم وسيلة لإثبات الذات والسيطرة، وهو أمر طبيعي خصوصا بين الإخوان وقد يكون وسيلة جيدة لتعليم الطفل بعض الخبرات إذا استغل الوالدان هذه الفرصة، ووجها الطفل بوجوب احترام الآخرين وتوجيههم لأساليب أخرى في التعامل في ما بينهم، فالشجار يدل على أن الطفل لا يزال غير ناضج اجتماعيا ولا يعرف أساليب التعامل مع الآخر، وهي فرصة لتعليم الأبناء السلوكيات والقواعد الحياتية. وأضافت العتيبي: قد يرجع الشجار بين الأطفال لعدة أسباب أهمها؛ الغيرة، والتقليد، والأنانية، وحب التملك، أو فرض السيطرة، أو الشعور بالنقص، أو الشعور بالظلم من الوالدين. ومن أهم الأسباب قد تكون أساليب التربية الخاطئة في معاملة الطفل (القسوة، المفاضلة بين الأبناء، فرض الأوامر والتسلط، وغيرها)، لافتة إلى أن أهم طرق العلاج تتمثل في القدرة على إشباع حاجات الطفل النفسية (كالحاجة للحب، والتقدير، والثقة بالنفس، والأمان، والنجاح)، وعدم المفاضلة بين الإخوان، وأن تسود الأسرة روح الود والتعاون والتسامح، حتى يشعر الطفل بالاستقرار والهدوء النفسي.