الأطفال والأشقاء على وجه الخصوص, هم عرضة للشجار والجدال بنسبة كبيرة، ومهمة الوالدين أن يعلما أطفالهما حل الخلافات دون اللجوء إلى عقابهم، ويمكن القيام بهذا عن طريق التحدث معهم، واقتراح طرق نموذجية وعملية لحل المشكلات التي تنشأ بين الإخوة، واعتبار كل خلاف فرصة للتعلم والنمو واكتساب الخبرات. وواجب الأسرة في مرحلة الطفولة يتركز على مساعدة الطفل وتدريبه على ضبط انفعال الغضب, والسيطرة عليه حتى نَحُوْل بينه وبين التعود على التعبير عن الغضب بانفعالات مبالغ فيها قد تتطور؛ لتصبح نمطًا سلوكيا في المستقبل. ومن أهم أسباب الشجار هي الغيرة، والشعور بالنقص، والشعور باضطهاد الكبار وانشغال الأبوين عن الأطفال، كما أن الأطفال الذكور يحاولون السيطرة على البنات وقد يعيّر الأطفال بعضهم بعضاً بشكل الجسم أو قصره أو ضخامته فيتشاجرون دائماً طوال اليوم مما يعيق الأم عن التعامل معهم ويجعلها في توتر دائم، ولكن عليها اتخاذ الحكمة والعقل في التعامل بحيث إذا كان أحد الأولاد عرضة للإصابة بأذى جسدي، فلابد من التدخل فوراً حتى تمنع الخطر، وبعد تحقق الهدوء حاولي أن تقضي وقتاً قصيراً في الاستماع إلى كيف بدأت المعركة، وإذا لم يكن هناك ضرب أو استعمال العضلات في النزاع فلا حاجة إلى المسارعة للتدخل وحل النزاع، فالأولاد يحتاجون لمثل تلك النزاعات والخلافات, فهم يتعلمون منها أموراً كثيرة ويفرغون طاقاتهم. ويجب أن تتذكر الأم أن الخلاف بين الأولاد ليس كله ضاراً وليس بالسوء الذي يبدو للكبار ولابد أيضاً الحرص على عدم محاولة التحيز مع أحد الأولاد ضد الآخر، وأن تشعره دائماً الكبير بأن عليه أن يعطف على أخيه الصغير وتطلب منه أن يخبرها فوراً إذا كان قد حاول الصبر ولم يتمالك نفسه. ويجب أن تنسى الأم تماماً موضوع العنف مع الأطفال حيث إن العنف يولد العنف وهو يقتل في طفلك براءته وبهجته وإحساسه بالحياة، لذا التزمي الهدوء، وتعلمي كيف تحصلين على نتائج سريعة وصحيحة بخطوات بسيطة وهادئة مع الطفل. ومن الممكن أيضاً اصطحاب الأطفال في نزهة خارج المنزل كل أسبوع لأن ذلك يشجعهم على التزام السلوك السوي ويخفف من حدة توترهم، ويعزز علاقتك بهم.