أثبتت الأيام أن سياسة التسامح والتغاضي، التي كانت تنتهجها المملكة مع بعض الدول الجارة والصديقة، في محاولة لإعادتها إلى جادة الصواب، والتخلي عن ممارسات كارثية تجلب الويلات للمنطقة، لا تجدي نفعا مع الصغار، الذين يعتقدون أنها ضعف، وخير دليل ما آلت إليه الأوضاع في إيران وقطر ودول أخرى، تعاملت معها المملكة بحزم، بعد أن نفد صبرها بسبب دعمها للإرهاب، واحتضان رموزه، وتدخلاتها السافرة في شؤون دول المنطقة، ومحاولاتها زعزعة أمن واستقرار الشعوب الآمنة، فردت بضاعتهم إليهم. ويأتي تصدي المملكة لإيرانوالدوحة وحزب الشيطان في اليمن كأنموذج يدرس، في كيفية مواجهة من لا يريدون الخير للبشرية، وإنما يسعون لتغذية الحروب المهلكة، لتنفيذ أجنداتهم الإرهابية. فرغم الدعم العسكري والمادي واللوجستي الذي تتلقاه الميليشيات الحوثية في اليمن من الدوحة وطهران والضاحية الجنوبية، إلا أن السعودية أثبتت للعالم أجمع، أنها قادرة على تقليم أظافر قوى الشر بالمنطقة، فحصنت حدودها، وحفظت أمن مواطنيها، خصوصا من يسكنون في القرى الحدودية المحاذية لليمن. ويعيش «الحمدان» و«الملالي» وأذرعهما الإرهابية حالة من الإحباط، بعد أن تحطمت أحلامهم أمام «هيبة» المملكة، في التعامل مع الميليشيات الحوثية الإيرانية في اليمن، ونجاحها في تأمين حدودها، وحماية مواطنيها، وتضييق الخناق على الانقلابيين في الداخل اليمني، الذين لجأوا بمساعدة خبراء قناة الجزيرة بقيادة عزمي بشارة إلى تلفيق الأخبار الكاذبة، والاستعانة بفديوهات أرشيفية مفبركة، لتصوير انتصارات وهمية في محاولة للتغطية على انكساراتهم على الحدود وفي الداخل اليمني. ونجح أبطال القوات العسكرية السعودية، في تحويل الجبال والسهول على طول الحدود المحاذية للميليشيات الحوثية، إلى مقابر جماعية لقيادات وأفراد الميليشيات الحوثية، التي فقدت الأمل في إحداث أي اختراقات، لرفع معنويات من أجبروا على القتال في صفوفها، الذين بدأوا في اغتنام الفرص للهروب إلى أحضان الشرعية، لإدراكهم أنهم يساهمون في تدمير اليمن، وقتل أبنائه، وشن حرب ضد دولة وقفت وما زالت تقف مع اليمن حكومة وشعبا، لتخليصه من قبضة إيران، وإملاءات الدوحة. الخلاصة، أن المملكة أثبتت أنها قادرة على المضي في حربها ضد إيران في اليمن، ومواجهة الميليشيات الحوثية التي تحارب بالوكالة إلى ما لا نهاية، وأنها لن تكتفي بإنهاء الانقلاب وإعادة الشرعية، وإنما تطهير الأراضي اليمنية من دنس إيران ونظام الحمدين وحزب الشيطان، لحفظ أمنها، وإعادة الأمن والاستقرار لليمن.