يتبين من فحوى ما شدد عليه التحالف العربي من الإصرار على انقاذ اليمن واعادة الشرعية اليه أن الميليشيات الحوثية المدعومة من قبل النظام الايراني الدموي تشكل خطرا داهما ليس على المملكة ودول التحالف فحسب بل على سائر دول المنطقة الحريصة على استتباب الأمن والاستقرار في ربوعها، وأصبح من الضرورة بمكان السعي لمواصلة كافة العمليات العسكرية والسياسية للانقاذ. وهذا الخطر يتضح جليا من انتهاك تلك الميليشيات مع نظام إيران لكل القرارات والتوصيات الأممية ذات العلاقة بالأزمة ولكل الحلول العقلانية التي بإمكانها تسوية الصراع القائم وعودة الشرعية المنتخبة الى اليمن، فكميات الأسلحة الايرانية التي تنهال على الميليشيات الحوثية أدت وما زالت تؤدي الى تأجيج الموقف واستمرارية الحرب. وهنا يكمن إصرار دول التحالف على المضي قدما لانقاذ اليمن مما هو فيه ليس لعودة الشرعية اليه فحسب بل لتجفيف أحد منابع الارهاب المتمثل في تلك الميليشيات والنظام الايراني، والاصرار في حد ذاته يحول دون انهيار الدولة اليمنية ويعمل على حفظها من عبث تلك الميليشيات وعبث ارهاب الدولة المتمثل في نظام ايران. والمجتمع الدولي يتحمل مسؤولية وقف التدخل الايراني في الشأن اليمني، فالتدخل لا يعني اجهاض الشرعية اليمنية وانما يعني فيما يعنيه تنفيذ المخطط الايراني الارهابي باستهداف دول المنطقة كلها وتوسيع نفوذه فيها، وازاء ذلك فان القرارات الأممية التي تعد مسارا صحيحا لحل الأزمة هي المرجع العقلاني للتسوية، وهو مرجع لا يزال مرفوضا من قبل الميليشيات والنظام الايراني بحكم أنه يعيد الشرعية لليمن ويعيد السلام اليه. ولا شك أن الميليشيات الحوثية والنظام الايراني يشكلون تهديدا للأمن والسلم الدوليين من جانب ويشكلون خطرا على دول المنطقة من جانب آخر، وقيادة التحالف العربي ما زالت تتوخى الدقة في سائر عملياتها التي تتم وفقا للقانون الدولي وتخوض الحرب ضد تلك الميليشيات ومنع تمدد الأخطبوط الايراني من بسط نفوذه في المنطقة. وأصبح لزاما، لتخليص اليمن من أزمته، العمل على تعزيز التكامل والتنسيق في المجالات العسكرية والسياسية وصولا الى تحقيق الأمن والسلم في المنطقة والعالم، فالتهديدات مستمرة ومتواصلة من الميليشيات الحوثية والنظام الايراني لتقويض السلام في اليمن وفي سائر دول المنطقة ومحاولة اصابته في مقتل، والعمل على نشر الارهاب والفوضى في دول المنطقة. والأمر يستدعي أن تقف كافة دول العالم المحبة للأمن والسلام والاستقرار في وجه العصابات من الميليشيات الحوثية والنظام الايراني لكبح جماح تصرفاتهم الطائشة للقفز على مسلمات السلام ومقتضياته، وللقفز على الشرعية اليمنية، والقفز على سائر الحلول العقلانية لوقف الحرب في اليمن ووقف الارهاب فيه ووقف تمدده الى سائر الدول.