وحدي.. وهذا اغتراب الليل في كأسي.. يصبُّ أزمنةً تنداح من يأسي خوفٌ وأُسْقى سعير الوقت من قلقي أبادل الظلمة الباقي من الزمنِ لليل أن يعصر الأحزان في حدقي كأساً بكأسٍ تساقينا ودارت بنا الأفلاك ينهار في أحزانها بأسي.. هذا احتدامي ووسواسي على فلقٍ.. ليلٌ تهجدَ في محرابِهِ قدحي تنمو على غسقي أشجارُ أمنيةٍ في قاعها.. ساجدٌ من خوفه فأسي وحدي.. وقيثارةٌ.. تروي تقاسيمها أوتارها.. بعض أعوامي نفيرُ شتاءٍ يعتلي رأسي عند اكتمال الأسى بردا من الأرق الباقي كسطر الظلام كنتِ فيها سراط الشوق شمع الغمام رعشة الدفء أمطارٌ على شرفةٍ ألقى بها نفسي أُسقاكِ حينًا وثلجُ الأغنياتِ احتراقٌ من بكاءٍ لصمتٍ تحجبين به إدراكيَ.. المتلاشي تقبضينَ على وحيٍ من الحدسِ هذي المواجع أسرابٌ من النجم تقطفين خمرتها تجْتر ماء الهوى تلويحة رسمت في حائطٍ من أمسها ترمي بوسواسها حلمًا جرى عكسي هذا احتدامكَ قد أَسْرَتْ بهِ كَبُراقٍ لوعةُ الوجدِ وانتباهةُ الشعرِ شَذَّت عن هواجسها لسدرة الخوف باحتْ بما أخفيتُ من همسي الشمس من خلفنا.. تنمو على خجل تراوغ الليل تلفظ الأمل المستفيق من مواجعنا إني بذرت نواة الشمس في تربةٍ من صبرِ ليلٍ يضيء الآن في غرسي الذكرى كأضرحةٍ تمدُّ للعابرين الأمنياتِ جذورًا من صباحاتٍ أغصانها شمسي * شاعر سعودي