«ركيك»، بكلمة واحدة فقط، اختصر لغوي وصف بيان السفارة في أستراليا، عن حادثة إنقاذ المبتعث السعودي أحمد المحيميد غريقاً أسترالياً، بعد كتابته من موظفي السفارة بكتابة «إنشائية» لطالب لم يغادر مقاعد الدراسة حتى الآن، الأمر الذي أثار موجة من الاستنكار والتندر والضحك لدى السعوديين. البيان الصحفي أو «السيناريو الكوميدي» الذي قص بطولة «المحيميد» شوّه إلى حد كبير الحادثة، بعد أن جاء أشبه بواجب منزلي لطالب يقص رحلته في الإجازة إلى «جدة»، أو أشبه بنصٍ لتلميذ «كسول» يجلس في آخر الصف كتب تعبيراً عن «سفينة الصحراء» التي لازمته طوال النص، الأمر الذي استبدله بيان السفارة ب«سمك القرش في النهر»، ودخول الشاب إلى المستشفى والخروج منه. و«قصّ» البيان حكاية الطالب أحمد المحيميد، المبتعث في «ملبورن»، الذي خاطر بحياته لإنقاذ شخص من الغرق، وقال نصاً: «قام الطالب/ أحمد المحيميد وهو مبتعث في مدينة ملبورن بالمخاطرة بحياته (لإنقاذه) حياة شخص من الغرق، وقد دخل المستشفى على إثر ذلك والذي خرج منه لاحقا». وتابع البيان حكايته الإنشائية: «وروى الطالب في اتصال مع السفارة تفاصيل الحادثة حيث ذكر أنه كان في نزهة مع أصدقائه حول نهر الدوكلاند في مدينة ملبورن وفي حوالي الساعة ال9 مساءاً سمع صوتاً يطلب المساعدة وعند ذهابه لمصدر الصوت وجد شخصاً في وسط النهر يطلب النجدة ولم يتردد الطالب في القفز في النهر والسباحة بإتجاه الشخص الغريق بالرغم من وجود «سمك القرش في المنطقة»، وقام بسحب الشخص لبر الأمان». «كلمات ليست كالكلمات»، وبيان لم يكتب كالبيانات، بعد أن ظهرت فيه «همزات» «الاطمئنان»، واختفت ال«ء» من «إنقاذ نفس من الموت»، وحول «و» تؤكد المهموز «أ» في «تأكد»، إضافة إلى «الصحة الجيدة» التي جاءت في بيان السفارة في كانبرا ب«صفة جيدة». ويبدو أن بيان السفارة كتب بإهمال النظر في «الخطوط الحمراء» للمدقق اللغوي ل«Microsoft Word»، أو حتى بتمريره على «مصحح لغوي» لإلقاء نظرة الوداع على البيان الصحفي الذي خرج كمثال على «الرسوب» في الأسلوب البلاغي والإنشائي، بعد غض النظر عن صورة الطالب المنشورة «حافي القدمين»، إثر مباغتة وفد الملحقية له.