أما قبل، الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور، من بعد ما كُنا نغط في سبات عميق أسماه البعض «الصحوة»، والتي لم تكن في الواقع صحوة بقدر ما كانت «غيبوبة» يتم فيها ترحيل العقول ! فالصحوة المزعومة أدخلت المجتمع في سباتٍ عميق، وأغلقت في وجهه جميع مفاصل الحياة والبهجة والحضارة، مصنفة ذلك تحت باب التحريم والتجريم، وكما تعلمون الفرق بين الفكر السليم والفكر السقيم شعرة، إن قطعت أصبح الحال كما بين العلم والخرافة، والحمد للذي حررنا من ذلك الفكر الذي يتبناه «مرتزقة الصحوة»، الذين خلطوا فيه الحابل بالنابل، وحرموا علينا كبشر وكنساء بالتحديد كل ما يبهجنا ويسعدنا ويساعدنا على ممارسة الحياة، كما يمارسها بنو البشر الأسوياء. ولأن الواقع مغاير تماماً الآن، نبتهج ونتفاءل بالمستقبل كثيراً، حينما نرى مجتمعنا يتقدم للأمام ويزدهر بأبسط مقومات الحياة الطبيعية، وغداً سوف تدرك الأجيال القادمة أهمية هذا التحول، الذي سوف يقودنا نحو المستقبل وسيساهم في وصولنا إلى مصاف الدول المتقدمة ولا عزاء للمتنطعين. وبما أنني امرأة سوف أسلط الضوء على ما يخصني وبنات جنسي، حتى لايجد أي معارض مدخلاً لذمي أو «شتمي»، ووصفي «بناقصة العقل والدين»، كان من أبرز تلك القرارات أو «أوجعها» - إن صح التعبير - بالنسبة للصحويين هو قرار السماح للمرأة السعودية باستصدار رخصة للقيادة تمهيداً لتمكينها من ذلك الحق الطبيعي والمشروع. وجاء من بعده القرار بالسماح للعوائل بالدخول إلى الملاعب، هذه القرارات التي تزامنت مع عدة تغييرات سياسية واجتماعية واسعة تمُر فيها بلادنا وكأنها تنضج وتنفض عنها غبار الماضي وزمان الصحوة المزعومة. قضي الأمر، وعادت الأمور لمسارها الصحيح، فلا القيادة محرمة ولا دخول الملاعب أيضاً محرم، الحرام هو أن تُحرم المرأة من حقوقها الطبيعية، وبالمناسبة لستُ «كُروية»، ولا كنت يوماً من أنصارها أو المهتمين بشأنها لدرجة أنني لم أكن أستطيع التفريق بين «الفاول والبلنتي والأوف سايد»، وربما هذا هو حال أغلب النساء كذلك. لكنني سأقود وأدخل الملاعب، ليس حُباً في الكرة بل «نكاية» في المتنطعين، وبما أن والدي أهلاوي وكل فتاةٍ بأبيها معجبةٌ، أعلن انضمامي لنخبة مشجعي الأخضر، ولا أخفيكم استمعت لأهازيج الفريق وبدأت أحفظها وتعجبني: «نعشقه ونهواه إي بالله، هذا الأهلي ما أحلاه». وأما بعد، كفانا الله شر المتحمسين المتصيدين للأخطاء في «الماء العكر»، الذين لن يضيعوا فرصة بالمناسبة لأي تجاوز فردي سواءً كان أخلاقيا أو جنائيا، يا رب بس ما نسمع: قلنا لكم المرأة خلقت للطبخ والنفخ والتفريخ ! Twitter: @rzamka [email protected]