كما أن لبعض الأفاعي أكثر من رأس، وإن قطع أحدها ينبت آخر على الفور من جسدها، يتشابه هذا الحال مع المنظومة القطرية الإعلامية، الممولة من النظام القطري، فما أن هدأت قناة الجزيرة بعد اتفاق الرياض وآلياته التنفيذية في 2013، إلا ولاحت في الأفق وسائل إعلامية عدة بأشكال مختلفة لا تدري من يقف خلفها، سوى أن عاملها المشترك هو الرائحة القطرية التي تفوح منها. وتوضح قراءة متأنية لبنود الاتفاق بين حكام الخليج، أن اتفاق الرياض 2013 شدد في أول بنوده على عدم دعم دول المجلس الإعلام المعادي للدول الخليجية، وموضحاً في آلياته التنفيذية «الالتزام بعدم تناول شبكات القنوات الإعلامية المملوكة أو المدعومة بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل أي دولة عضو لمواضيع تسيء إلى أي دولة من دول المجلس». وبالعودة إلى قائمة المطالب ال13 التي قدمتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب للدوحة، أشارت أحد المطالب إلى إغلاق كافة وسائل الإعلام التي تدعمها قطر بشكل مباشر أو غير مباشر، وذكرت قائمة المطالب على سبيل المثال لا الحصر «قنوات عربي 21، رصد، العربي الجديد، مكملين، شرق، ميدل إيست إلى إلخ...». واللافت من رصد تواريخ تأسيس بعض الوسائل الإعلامية المدعومة بالمال القطري، أن غالبية الوسائل أسست بعد اتفاق الرياض 2013، مبرهنة أن ألاعيب الدوحة ونكثها للوعد بدأ مبكراً. وطالبت الدول الأربع عبر بياناتها إغلاق تلك الوسائل لما تشكله من تأزيم للعلاقات بين دول الخليج، وإثارتها للفتنة والقلاقل بالمنطقة، واحتضان أفكار المنظمات المتطرفة والإرهابية. وعلى سبيل المثال لا الحصر، تم تأسيس، قناة «العربي» 25 يناير 2015، موقع «ميدل إيست أي» 14 أبريل 2014، صحيفة «العربي الجديد» في مارس 2014، موقع «هافينغتون بوست عربي» 27 يوليو 2015، قناة «مكملين» فبراير 2014، وشبكة «عربي 21» في نوفمبر 2013. ولا تذكر المواقع الرسمية لتلك الوسائل الإعلامية، أسماء ملاكها أو مموليها، بيد أن أغلبية القنوات المماثلة التي تم إطلاقها أخيراً تبث بشكل رئيسي من قطر وتركيا ولندن، وتمول من النظام القطري، وتمثل منطلقاً لدعم الفئات المعارضة في الدول الخليجية والعربية. وبعد أن تكشف للجميع أجندة المنظومة الإعلامية القطرية الخفية خلال الأزمة الحالية، فإن الدول الأربع تنوي قطع رؤوس الأفعى التي لا تجيد سوى نفث السموم، والدعاية للفوضى.