اليوم ونحن نتابع بشغف حضور العائلات لملعب الجوهرة، تمر في مخيلتي كل التغييرات التي أحدثها ولي العهد في المجتمع السعودي خلال فترة وجيزة، وتغييرات كانت في يوم من الأيام من المستحيلات. ولم يكن دخول العائلات للملاعب هو أصعبها بل أقلها صعوبة، حيث كان المجتمع وقبل فترة وجيزة يعاني من فوبيا الخوف، الخوف من التغيير، والخوف من إشراك المرأة، والخوف من أن نظهر للعالم بشكلنا الجديد، في الوقت الذي يعمل فيه العالم بشكل طبيعي. ولعل أهم تلك الملفات هو قيادة المرأة للسيارة، ذلك الملف الذي ظل طويلا دون أن يجرؤ أحد الخوض فيه حتى كان يمنع في يوم من الأيام الحديث عنه عبر وسائل الإعلام، والآن جاء الحلم ليتحقق وتمارس فيه المرأة كامل حقوقها دون منع. ولعل ملف قيادة المرأة لم يكن الأصعب أيضا، بل كان ملف الرياضة النسائية من الملفات الشائكة أيضا التي لا يحق لأحد أن يخوض فيها، أو أن نسمع بجديد في ذلك الاتجاه، ولكن في فترة التغيير الكبرى التي شهدتها المملكة استطاع أن يبرز ملف رياضة المرأة وتصبح شريكا أيضا في الرياضة بعد أن تبوأت مكانة كبرى في هيئة الرياضة بعد تعيين الأميرة ريما بنت بندر في منصب هو الأكبر منذ تأسيس رعاية الشباب، الذي كان حكرا على الجانب الرجالي. ولا زلت أؤكد بأن اليوم هو يوم يشهد عليه التاريخ، وهو بداية لإصلاحات كبرى مرت بها المملكة، يوم ستوثقه كاميرات الفضائيات ونحن نرى العائلات تعتلي مدرجات الجوهرة، ليؤكد لنا الأمير الشاب أنه رجل يستطيع أن يغير كل شيء، ولا شيء مستحيلا، فمن يملك الطموح والإرادة قادر على اعتلاء المجد.