تحدى المحتجون الإيرانيون أمس (السبت) في اليوم العاشر لانتفاضتهم العارمة، آلاف الجنود المدججين بالسلاح الذين نشرهم النظام في عرض البلاد، وتجمع المحتجون بأعداد كبيرة في المدن الرئيسية مرددين الشعارات المنادية بإسقاط نظام الملالي، في مشاهد تعكس الإصرار على المضي بانتفاضتهم حتى تحقيق أهدافها في الخلاص من النظام الكهنوتي الجاثم على صدورهم منذ قرابة 40 عاما. وكان من التطورات اللافتة في مجريات الاحتجاجات انضمام قومية الأتراك الآذربيجانيين - أكبر القوميات في إيران بعد الفرس - إلى صفوف الانتفاضة بعد أن تظاهروا بأعداد ضخمة في مدينة تبريز خلال اليومين الماضيين. ورأى مراقبون أن انضمام هذه القومية سيكون بمثابة عد عكسي لسقوط النظام، لا سيما وأن مشاركتهم في ثورة 1979 كان لها تأثيرها في إسقاط نظام الشاه رضا بلهوي. ورصد نشطاء في مقطع فيديو انتشار شعار «الولي الفقيه حان وقت موتك» على جدران مدينة مشهد ثالث أهم المدن الإيرانية والتي اندلعت منها شرارة الانتفاضة. وانتشر على شبكات مواقع التواصل مقطع فيديو يوثق حرق عنصر في قوات «الباسيج» بطاقة انتسابه للميليشيات لتبرئة نفسه من جرائمها، في مؤشر على وجود مجموعات مؤيدة للاحتجاجات داخل هذه الميليشيا ومن الجائز انشقاقها. فيما كشفت مصادر المقاومة الإيرانية، أمس عن تعذيب عناصر من الحرس الثوري عددا من السجناء السياسيين بسجن أروميه المركزي، في محاولة منهم لقمع المتظاهرين. وزعم أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي أمس، أن الاحتجاجات جرى التخطيط لها في أربيل، من قبل أمريكا ومؤيدي نظام الشاه فيما اعتبر وزير الخارجية جواد ظريف، أن القرار الأمريكي بالذهاب إلى مجلس الأمن «خطأ جديد» ترتكبه واشنطن بحسب زعمه. وفي تطور لافت، أعلن إمام جماعة إقليم بلوشستان مولوي عبدالحميد، أمس الأول دعمه الكامل للانتفاضة، مؤكدا ضرورة تغيير السياسات والقوانين في إيران. وبحسب ما جاء في موقع «راديو زمانه»، قال مولوي «لا بد من تغيير أي قانون يعرقل طريق حل المشكلات».