قرّع مجلس الأمن الدولي أمس (الجمعة) النظام الإيراني ورد فعله على احتجاجات الشعب الإيراني، داعيا النظام الإيراني إلى احترام حرية التعبير التي تضمنها المواثيق الدولية. وقالت المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن خلال الجلسة المخصصة لبحث الاحتجاجات في إيران، إن النظام الإيراني ينفق 6 مليارات دولار لدعم نظام الأسد والميليشيات في اليمن وسورية والعراق، داعية النظام في طهران إلى الاستماع إلى أصوات المتظاهرين. أما المندوب البريطاني في مجلس الأمن ماثيو رايكروفت فقال إن النظام الإيراني سبب في زعزعة الاستقرار في المنطقة من خلال دعمه للميليشيات في العراق وسورية، مشددا على ضرورة احترام طهران للمواثيق الدولية وقرار مجلس الأمن 2216 الذي يدعو لوقف تمويل الحوثيين بالسلاح، وخصوصا الصواريخ الباليستية التي باتت تهدد الأمن والاستقرار. وأضاف رايكروفت: هناك حاجة حقيقية للحوار مع المتظاهرين، مشيرا إلى أن حرية التظاهر السلمي حق مكفول في كل القوانين الدولية. بدوره، دعا المندوب الكويتي في مجلس الأمن منصور العتيبي، طهران إلى احترام حرية التعبير، معربا عن أسفه لسقوط ضحايا من المدنيين جراء أعمال العنف، مؤكدا ضرورة التعامل مع الأحداث من مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وتحت شعار «جمعة غضب لدماء الشهداء»، تصاعدت الانتفاضة الشعبية ضد نظام الملالي أمس (الجمعة) في يومها التاسع، وخرجت أعداد غفيرة في شتى المدن مطالبة بإسقاط نظام ولاية الفقيه، خصوصا في أرومية بإقليم أذربيجان وسنندج في كردستان، وشيراز في إقليم فارس التي انضمت للاحتجاجات لأول مرة منذ اندلاعها في مشهد، فيما تواترت أنباء عن مقتل 8 متظاهرين في سنندج وإصابة آخرين. وفيما لم يعترف النظام إلا بسقوط 23 قتيلا، كشفت المقاومة الإيرانية أمس، عن مقتل أكثر من 50 محتجا، فيما جرى اعتقال أكثر من 3 آلاف. وأكدت المقاومة، عجز نظام الملالي عن احتواء الانتفاضة عبر حملة القتل والاعتقال، واتهم عضو المجلس الوطني للمقاومة حسين داعي الإسلام، الحرس الثوري وقوى الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين. وندد المنتفضون بالنظام وأحرقوا صور المرشد علي خامنئي، مرددين شعارات «الموت للديكتاتور»، و«الموت لخامنئي». وفي محاولته للإيهام باحتفاظه بقاعدته للشرعية، دفع النظام بمئات من مؤيديه في 40 موقعا عقب صلاة الجمعة في عدد من المدن، في مسعى يائس للتشويش على الاحتجاجات العارمة التي تعم البلاد وشملت إلى الآن 90 مدينة. وكثف النظام من وجوده الأمني في العاصمة طهران وبقية المدن الرئيسية للحيلولة دون تجمع الحشود المناوئة له. في غضون ذلك، كشفت صحيفة (ذي تايمز) اللندنية أمس، معلومات عن تزوير الحرس الثوري مقاطع فيديو ونشرها عبر الإنترنت لتحويل الانتفاضة ضد النظام كله، إلى مظاهرات ضد روحاني وحكومته فقط؛ لإبعاد الاتهام عن المرشد علي خامنئي في هذه الأزمة. ونقلت الصحيفة عن أكاديميين إيرانيين، قيام شركة إنتاج أفلام مقربة من الحرس الثوري بنشر فيديوهات تحول الاتهام إلى روحاني. وأشاروا إلى أن الحرس الثوري يحاول الانتقام من روحاني بسبب انتقاده الميزانية الكبيرة التي ترصد سنوياً للحرس والميليشيات التابعة له.