ينسب لوزير إعلام سابق قوله ردا على اتهامات ضعف أداء جهاز الإعلام السعودي أنه وجد في الوزارة موظفين ولم يجد إعلاميين، وهذه حقيقة، فحتى الإعلامي دجنته الوظيفة الرسمية، لذلك كان أداء وسائل الإعلام الرسمية غالبا نمطيا ومحكوما بخطوط محددة، ويفتقر لمساحات الإبداع الفردي ! اليوم نحن أمام تحول كبير يشهده الإعلام الرسمي السعودية، بدأ بمحاولات التحرر من النمطية، ومنح مساحات أوسع للإبداع، ولعل أبرز ملامح التحول بدأت في أعتق المؤسسات وهي وكالة الأنباء السعودية التي نجحت في الاستفادة من التقنية الحديثة في تطوير أدواتها وتجديد محتواها، بينما جاء إعلان وزير الثقافة والإعلام تأسيس شركة شبكة الإخبارية خطوة على طريق خلق إعلام سعودي يوازي حجم التأثير السياسي والاقتصادي والحضاري السعودي في الخارج، ويكون قادرا على حمل رسالة المملكة، ومواجهة الحملات التي تستهدفها وتشوه صورتها ! ففي فضاء إعلامي مفتوح هو أقرب إلى الغابة التي يأكل قويها ضعيفها، لا تملك إلا أن تكون قويا، زئيرك صوت الحق، ومخالبك حجة الحقيقة، حتى لا تسمح للهوام القمامة من مرتزقة الإعلام المعادي أن تتجرأ عليك ! ولعل إنشاء مركز للتواصل الدولي يضم كوادر مؤهلة ومحترفة من أهم الخطوات التي قامت بها الوزارة أخيرا لحل مشكلة ضعف الإعلام الخارجي وغياب الصوت السعودي المؤثر في التعاطي مع المحتوى السلبي والأخبار المغلوطة في وسائل الإعلام الأجنبية ! إننا أمام تباشير عصر إعلامي سعودي جديد خده قاس وكفه خشنة وأظافره حادة، لمواجهة ضباع الإعلام ! K_Alsuliman@ [email protected]