تزامنت مقاطعة نادي النصر لبرنامج (أكشن يا دوري) مع بدء أعمال أول تشكيل لاتحاد الإعلام الرياضي الجديد الذي أعلن عنه قبل أيام، إذ اعتبرت أسباب المقاطعة تحديا قويا للاتحاد الجديد الذي يهدف لضبط الانفلات الإعلامي في الساحة الرياضية المحلية. ولم تكن مقاطعة نادي النصر لبرنامج أكشن يا دوري الذي يبث عبر قناة Mbc action التي أعلنها عبر تغريدة بحسابه الرسمي في «تويتر» هي الأولى من نوعها، إذ سبق للنصر مقاطعة البرنامج قبل سنوات قبل أن تعود العلاقة مجددا عام 2015 بعد وساطة بين الطرفين واعتذار مقدم البرنامج وليد الفراج عن أي إساءة سابقة تعرض لها النصر وجماهيره ورموزه عبر البرنامج. الأهلي والاتحاد سبقا النصر لم يكن النصر هو النادي الوحيد الذي أعلن مقاطعته للبرنامج، إذ سبق أن أعلن ناديا الأهلي والاتحاد مقاطعة البرنامج في فترة سابقة للأسباب نفسها التي ذكرها النصر في بيانه. وكان حساب النصر قال في تغريدته: «نظرا للتجاوزات المستمرة والإساءات المتكررة بحق نادي النصر إدارة ولاعبين وجماهير، رغم ما يجده البرنامج من تعاون دائم من النادي، فقد قررت إدارة نادي النصر مقاطعة برنامج أكشن يا دوري وعدم التعاون معه إطلاقا». الفراج: مجرد سؤال؟ وعلى الجانب الآخر، علق مقدم البرنامج وليد الفراج على الخطوة النصراوية بتغريدة مقتضبة قال فيها: «كان مجرد سؤال؟». «عكاظ» طرحت السؤال على بعض النقاد الرياضيين لمعرفة أسباب مقاطعة النصر لبرنامج أكشن يا دوري، وهل هي مجدية من وجهة نظرهم أم أنها ردة فعل وقتية ستزول مع الأيام. الكاتب الناقد الرياضي فرحان الفرحان علق قائلا: «دعنا نتحدث في البداية عن برنامج أكشن يا دوري، هل يرتكز على مهنية إعلامية نقية؟ وهل لغة البرنامج ومواده وأطروحاته واتجاهاته تتجرد من الأهواء والمؤثرات التي تأخذ مواده المقدمة إلى مسارات خاصة عليها ظلال من الذاتية التي يلمحها كل من لديه شيء يسير من القدرة على التحليل والمقارنة والاستنتاج؟». وأضاف: «لا أريد أن أجيب عن هذه التساؤلات لأن الإجابات موجودة في ردود أفعال جماهير النادي حول التناولات التي تمس الواقع النصراوي، أما تعامل إدارة النصر مع البرنامج فهو أمر محير ويطرح أسئلة أكثر إحراجا، كم مرة قاطعت إدارة نادي النصر البرنامج؟ وكم مرة احتفت به؟ وكم مرة تغيرت أسماء الزملاء المشاركين في البرنامج المحسوبين على إدارة النادي؟». ويتابع: «الإجابة على هذه الأسئلة توحي بأن البرنامج ليس مستقلا، ولا الضيوف المنتدبين مستقلون، ولا إدارة النصر مستقلة عن تأثير الضغوط المحيطة بها نتيجة تراجع العمل داخلها والغضب الجماهيري المحيط بها». وختم الفرحان حديثه بقوله: «ستستمر علاقة إدارة النصر ببرنامج أكشن يا دوري متوترة، وستشهد تقلبات مترددة بين الاحتفاء والغضب، لأنها لم تبن على أسس إعلامية محكومة بمهنية صرفة، فلا إدارة النصر تقبل الاحتكام للمهنية الإعلامية ولا البرنامج يستطيع أن يتحمل هذا الاحتكام الذي يتعارض مع أهدافه وواقعه». تأخروا كثيرا في المقاطعة الكاتب الناقد الرياضي خالد أبوغانم قال ل«عكاظ»: «أعتقد أن هذه الخطوة جيدة وإن كنت أرى أنها تأخرت كثيرا». وأضاف: «في رأيي المقاطعة لا تعني أن تترك إدارة النادي البرنامج يمرر أي مغالطات أو إساءات حتى لو كانت هناك مقاطعة مثل ما فعل النصر، ولذلك يجب أن تخصص موظفا أو مسؤولا أو متحدثا رسميا للرد على أي إساءة يتم تمريرها عبر هذا البرنامج أو غيره من البرامج الأخرى». وزاد أبوغانم: «أي تجاوز يحدث للنصر بعد هذه المقاطعة من الواجب على إدارة النادي أن تخاطب فيه الجهات القانونية الرسمية للحفاظ على حقوق النادي المعنوية والأدبية». وختم حديثه بقوله: «لا أستبعد بعد هذه المقاطعة استقطاب أسماء معارضة للإدارة النصراوية لتعزيز نظرية المظلومية التي هدفها ذر الرماد في العيون». مقاطعتكم مرفوضة ردة فعل الجماهير النصراوية كانت غريبة نوعا ما، إذ هاجمت إدارة ناديها وأشادت بالبرنامج لأول مرة رغم اختلافها معه كثيرا واتفاقها على أنه أساء للنصر كثيرا. وقالت الجماهير الصفراء عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن المقاطعة جاءت بسبب كشف البرنامج لحقيقة مطالبهم برحيل الإدارة الحالية والإساءة للرئيس، بينما تجاهلت إدارة النصر طلبات الجماهير السابقة بمقاطعة البرنامج رغم الإساءات والإسقاطات تجاه الكيان وجماهيره ورموزه ولم تتحرك إلا بعد أن أصبح الرئيس هو المستهدف. وقال المشجع النصراوي الملقب بناقد رياضي: «حينما كان المذيع يُطبل للرئيس رغم الإخفاقات والأخطاء الإدارية ورغم حجم الإسقاطات والتقليل من قيمة عالمية النصر كان الجمهور يطالب بقطع العلاقات لكن لم تفكروا في ذلك إطلاقا.. والآن حينما تعلق الأمر بحقيقة مطالبة جماهير الشمس برحيل إدارة فيصل بن تركي أعلنتم المقاطعة!». وقال عايض آل هرسان: «نعم هذا سبب المقاطعة، لا تضلل الجماهير وتقول الإسقاط على النصر، فالإسقاط كان على الرئيس فقط، فالفراج له سنوات وهو يسقط عليه.. الحين صحوا!». وقال سالم السليمان: «نظرا لتجاوز وليد الفراج على رئيس النادي وسؤاله عن وضع الإدارة فقد قررت إدارة النادي مقاطعة البرنامج وعدم التعاون معه إطلاقا.. كذا صح».