في الوقت الذي طالب فيه مجلس الأمن الدولي جميع الأطراف اللبنانية بتنفيذ سياسات ملموسة للنأي بالنفس عن أي نزاعات خارجية، وفقا لإعلان بعبدا لعام 2012، مؤكدا في بيان أصدره أمس الأول حول لبنان بموافقة جميع أعضائه، دعمه القوي لاستقرار لبنان وسيادته وأمنه وسلامته الإقليمية واستقلاله السياسي، وفقا لقرارات المجلس السابقة 1701 (2006) و1680 (2006) و1559 (2004)، أمعنت ميليشيا حزب الله اللبنانية أمس (الأربعاء) في تحديها للإجماع اللبناني والتوافق الدولي على ضرورة التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس، مؤكدة في بيان أصدرته أمس (الأربعاء) حول ما وصفته ب«ذكرى 1000 يوم على بدء عمليات التحالف العربي في اليمن»، دعمها لميليشيا الحوثي في الانقلاب على الشرعية الدولية وتدمير مؤسسات الدولة. ورغم أن بيان مجلس الأمن شدد على أن القوات المسلحة اللبنانية هي القوات المسلحة الشرعية الوحيدة في لبنان، على النحو المنصوص عليه في الدستور اللبناني وفقا لاتفاق الطائف، فإن «حزب الله» يتصرف ككيان منفصل يناوئ الدولة اللبنانية وقوانينها، ويسمح لنفسه بدعم كيانات إرهابية في دول أخرى كميليشيا الحوثي، مهدراً بذلك الفرصة التي أتاحها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بالعودة عن استقالته، في سبيل إعادة ترتيب البيت اللبناني من خلال التزام كافة القوى بسياسة النأي بالنفس عن صراعات المنطقة.