أجج معرض كتاب جدة نيران التفاعل الثقافي بين مشاركين في ندوة "ماذا يريد المثقفون من الأندية الأدبية"، إذ بدأ مدير الندوة "سعد زهير الشمراني" بتبني وجهات نظر المثقفين الناقمة على الأندية، من خلال مقدمة بعث عبرها عدة تساؤلات أشبه ما تكون بلائحة ادعاء، ليتولى رؤساء الأندية الرد على الاتهامات. وذهب رئيس أدبي مكة "حامد الربيعي" إلى أن الأدبية تحاول إرضاء جميع مكونات المجتمع، إلا أنها لضعف إمكاناتها المادية والإدارية تعجز عن التلبية، وأكد أن الأندية الأدبية تعاني من المثقف الذي وجه سهام النقد وأعطاها ظهره، وحمّل المثقفين مسئولية الارتقاء بعمل الأندية، باعتبارهم يحملون رؤى وأفكارا إلا أنهم بخلوا ولم يخطون خطوة باتجاه باب النادي، وتساءل لماذا يصف أحدهم أدبي مكة بالكسول وهو لم يكلف نفسه عناء الحضور والمشاركة، واستحضر مقولة الأمير خالد الفيصل "من كان بإمكانه الحضور والمشاركة ومتاح له الإسهام ولم يسهم فلا ينتقد"، وأبدى تعجبه من الأدباء الذين دعاهم لعقد الجمعية العمومية أربع مرات ولم تنعقد. فيما ذهب رئيس أدبي جدة "عبدالله السلمي"، إلى أن السؤال الوارد في العنوان غير برئ ولا موضوعي، وتساءل من هو المثقف، وما مستوى معرفته بالأندية وتفاصيل مبانيها وأدائها؟ ورحب بقلق المثقف وطموحه وأحلامه وتطلعاته، وعد الكتابات الناقدة وسائل استنهاض إن حملت على النوايا الحسنة والغايات الايجابية. وأكد رئيس أدبي الطائف "عطاالله الجعيد" أن الشللية والمحسوبية في الأندية الأدبية من التهم الرائجة، إلا أن جيل الشباب كسروا النمطية وخرجوا بفعاليات النادي إلى خارجه، وأبدى استعداده لسماع وجهات النظر وتبنيها إن كانت قابلة للتبني، وعبر عن ضديته لمن قاطع انتخابات الأندية كون الهروب لا يصل بمن له رؤية وطنية وثقافية، مؤملا أن تكون اللائحة المعدّلة ملبية لتطلعات الجميع. فيما أبدى المدير الإداري لأدبي تبوك "عبدالرحمن الحربي" تحفظه على سلطة بعض رؤساء الأندية، وتسلطهم في التعامل مع زملاءهم ناهيكم عن المثقفين، وعد بعض المثقفين الناقدين متسلقين على اللائحة حتى يصل للأندية الأدبية، موضحا أن اللائحة تصدت لبعض التكتلات التي نجحت في الاستحواذ على المجالس البلدية والغرف التجارية، وتساءل عن سر تحويل اللائحة إلى شماعة، واقترح الاستفادة من شركات القطاع الخاص، وتحويل مجالس الإدارة إلى تصويت على المشاريع المقترحة من نخبة إدارية، وأكد أن بعض الرؤساء حرص على الحضور في الرئاسة لتحقيق مكاسب مادية واعتبارية لا حصر لها لكنهم صدموا. فيما تناول الكاتب محمد المنقري عددا من الملاحظات منها أن مديري الأندية الأدبية، رؤساء مجلس إدارة وليسوا رؤساء أندية، إضافة إلى وصول بعض قضايا الأندية الأدبية للمحاكم، ولفت إلى أن ملف الأندية الأدبية شائك كون جهات عدة تتدخل في اختيار الأعضاء، وتساءل لماذا لم تستثمر الملايين من الدعم في مطابع وتبني مشاريع خلاقة عوضا عن إنشاء مبان خرساء. وخصص الكاتب "نبيل زارع" ورقته لسعة أفق الناقدين للأندية الأدبية برغم تحسس البعض منها، مؤملاً أن تكون فعاليات المستقبل جاذبة وتتاح الفرص للشباب من الجنسين، وتسويق الإصدارات وتكريم المؤلفين وتفعيل الشراكات على أرض الواقع.