يحمل الاستفهام «ماذا يريد المثقفون من الأندية الأدبية؟» بين ثناياه عدة أسئلة فرعية؛ منها: إلى أين تمضي الأندية الأدبية وأنشطتها؟، وكيف تستطيع استقطاب الجماهير لبرامجها الثقافية؟، وهل ستتحول تلك الأندية إلى مراكز ثقافية شاملة للقيام بدور أوسع لمفهوم الثقافة؟، وهل القضية في الاسم أم المسمى؟، وكيف تحل الأندية الإشكاليات التي تواجهها؟. هذا السؤال العريض القديم المتجدد، يجيب عليه وعلى استفهامات فروعه 6 أدباء ومثقفين، الليلة (الأحد) في ندوة معرض جدة للكتاب (7:30 9 مساء)، منهم 3 من رؤساء الأندية الأدبية في منطقة مكةالمكرمة؛ رئيس أدبي جدة الدكتور عبدالله عويقل السلمي، ورئيس أدبي مكةالمكرمة الدكتور حامد الربيعي، ورئيس أدبي الطائف عطا الله الجعيد، إضافة للكتَّاب عبدالرحمن الحربي، ومحمد المنقري، ونبيل زارع، ويديرها الإعلامي سعد زهير الشمراني. تعقب الندوة محاضرة فنية للفنان التشكيلي الأمريكي الشهير ديفيد داتونا، يتحدث فيها عن قصة إبداعاته في الفن التشكيلي، من ضمنها لوحة رسمها عن العلم السعودي بالأصداف والنظارات وبداخلها القرآن الكريم (وزنها 200 كيلوغرام، على مساحة 2.7 × 1.8 متر، هدية لخادم الحرمين الشريفين، وللشعب السعودي، وعلقت في المعرض لتبقى حتى اختتامه، وستنقل إلى الرياض، وسيقدمها للمقام الكريم. وكان مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل اطلع على اللوحة في افتتاحه المعرض مساء الأربعاء الماضي. من جانب آخر، حكى أدباء سعوديون مواقفهم مع الكتاب والقراءة والبحث في نوادره في ندوة «ذكريات مع الكتب القديمة والنادرة»، مساء أمس الأول (الجمعة)، إذ تحدث الدكتور عبدالله عسيلان، والدكتور عبدالله الوشمي، والدكتور محمد الحمدان عن الصعوبات التي كانت تواجه المثقفين للحصول على كتاب في ظل الظروف الاقتصادية التي عاصروها، والتي كانت تدفعهم لتقديم تضحيات كثيرة كبيع مقتنياتهم الشخصية للحصول على ما يكفي لشراء كتاب. على صعيد متصل، وقف البروفيسور الياباني سيدا أوسودا أمام طاولة حولها مجموعة من الشباب السعودي يتعلمون «الخط الياباني»، محاولا تعلم «الخط العربي»، في ورشة العمل المشتركة «الخطان العربي والياباني». وفي مناظرة في المعرض بين شباب وفتيات حول «مفهوم القدوة»، نظمها ملتقى مكة الثقافي، رفض فريق الشباب أن يكون المشاهير «قدوة»، ويسيئون لذلك المفهوم، خصوصا ممن يسيئون للمجتمع بمواد سطحية وثقة زائدة تدفع للإساءة للذوق العام، فيما بصم فريق الفتيات بأن أولئك المشاهير «قدوة»؛ لأنهم ينطلقون من حسن النيات، وإن ظهرت منهم تجاوزات غير مقصودة، لكن الفريقين استثنوا النخب المثقفة التي اشتهرت قبل اكتشاف وسائل التواصل الاجتماعي. وعلى الجانب الفني، زاوج معرض «عتبات ملونة» إبداعيا بين الكلمة واللون بجسور ثقافية بين عوالم الفنون البصرية والكتاب، ويضم أجنحة لأربعة مجالات (الخط العربي، والتصوير الفوتوغرافي، والفن التشكيلي، والتصميم الجرافيكي)، وأوضحت المشرفة على المعرض جواهر الزهراني، أن المعرض حمل لوحات ملهمة لكتاب كبار مثل: عبدالرحمن منيف، جبران خليل جبران، نجيب محفوظ، مي زيادة، هيرمان هيسه، فيكتور هوغو، إضافة إلى شخصيات خيالية.