عبرت المملكة العربية السعودية عن قلقها البالغ والعميق مما يتردد في وسائل الإعلام بشأن عزم الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها. وأوضح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية، أن المملكة العربية السعودية ترى أن الإقدام على هذه الخطوة يعد إخلالاً كبيراً بمبدأ عدم التأثير على مفاوضات الحل النهائي، ويخالف القرارات الدولية والتي أكدت حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والراسخة في القدس، التي لا يمكن المساس بها أو محاولة فرض أمر واقع عليها. كما أنها ستمثل - في حال اتخاذها - تغييراً جوهرياً وانحيازاً غير مبرر في موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية المحايد في الوقت الذي يتطلع فيه الجميع إلى أن تعمل الولاياتالمتحدةالأمريكية على تحقيق الإنجاز المأمول في مسيرة عملية السلام. وأضاف المصدر أن هذه الخطوة ستكون لها تداعيات بالغة الخطورة، وإضفاء المزيد من التعقيدات على النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، وتعطيل الجهود الحثيثة القائمة لإحياء عملية السلام. كما أن من شأنها استفزاز مشاعر المسلمين كافة حول العالم، في ظل محورية القدس وأهميتها القصوى. وشدد المصدر على أهمية أخذ الإدارة الأمريكية في الحسبان العواقب البالغة السلبية لهذه الخطوة، وأمل المملكة العربية السعودية في عدم اتخاذها، لكي لا تؤثر على قدرة الولاياتالمتحدة على مواصلة مساعيها في الوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، وفق المرجعيات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية. وأكد المصدر في ختام تصريحه موقف المملكة الثابت من القدس، ووقوفها الراسخ والدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني لينال حقوقه المشروعة وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية. من جهة ثانية أعلنت الرئاسة الفلسطينية أمس (الثلاثاء) أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أبلغ نظيره الفلسطيني محمود عباس في مكالمة هاتفية نيته نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. ولم يذكر إعلان الرئاسة متى ينوي ترمب تنفيذ هذا القرار. وحذر عباس من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.