«ما حدث في صنعاء لا يكفي»، بهذه الكلمات عبر عدد من اليمنيين عن مطالبتهم باستمرارية الانتفاضة الشعبية ضد الميليشيات الحوثية، ليس في صنعاء فقط، وإنما في مختلف المحافظات، حتى لا يقتل حلم تخليص اليمن من الهيمنة الإيرانية. وتأتي هذه المطالبات بعد الانتفاضة الشعبية داخل صنعاء، الرافضة لعربدة الحوثيين، والهادفة إلى وقف أعمالهم الإرهابية، وعبثهم في مقدرات الشعب، بعد أن نهبوا ممتلكاته. واستبشر اليمنيون بالبوادر القوية لانهيار المخطط الإيراني، وجندلة الميليشيات الحوثية، وطردها من المؤسسات والمواقع الحيوية، كرد فعل طبيعي على نهبها لأموال اليمن، والمتاجرة بمصالح الشعب، من أجل السيطرة على الحكم، وتسليم اليمن لنظام الملالي الإيراني. الانتفاضة تعد خطوة متقدمة تكشف للعالم، الوجه الحقيقي للحوثيين، وأعمالهم الإجرامية ضد المواطنين، والدول التي وقفت وما زالت مع اليمن، من أجل إسعاد شعبه، ونمائه وازدهاره، لا هم لهم – أي الحوثيين-، إلا تنفيذ أجندات إيرانية إرهابية، هدفها الحقيقي استهداف أمن واستقرار المنطقة. الانتفاضة تمثل أيضا خطوة جريئة في طريق تصحيح الأوضاع في الداخل، بهدف تمزيق الميليشيات، التي آمن الشعب، أنها لا يمكن أن تقود مستقبله، ولا تبني علاقات جوار مع دولة تسعى دائما إلى كل ما فيه الخير لليمن واليمنيين، إلا أنها تحتاج إلى خطوات لعل أهمها الاستمرارية في هذه الانتفاضة لتخليص اليمن من هذه الميليشيات، ومن ثم السير في العمل السياسي، لبناء علاقات حسن جوار مع المملكة. ولعل الرئيس السابق «صالح» يدرك ما يجب عليه القيام به، وعلى وجه السرعة، لطمأنة الشعب أولا، والعالم ثانيا، وخاصة التأكيد على أن هذه الانتفاضة هي من أجل اليمن وشعبه وجيرانه، خاصة أن الأعمال الانتقامية وتصفية الحسابات هي من جلبت الويلات لليمن السعيد، الذي حوله الحوثيون بتحريض من إيران إلى «تعيس». ويظل خطاب «صالح»، تحولا إيجابيا، إلا أنه يحتاج إلى إيضاحات أكثر، وتحديد موقفه من مرجعيات التسوية السياسية، المتمثلة في المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216، حتى يحظى بالدعم الذي يفضي إلى حلول تنقذ الشعب من ويلات الحروب العبثية، التي افتعلتها الميليشيات الحوثية، بتحريض من النظام الإيراني. المملكة لم تتخل عن الشعب اليمني، وحرصت رغم الصعوبات التي وضعتها الميليشيات الحوثية على إيصال المساعدات الإنسانية، بأوامر مباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأنها –أي المملكة- لم تقفل المطارات والموانئ، التي تجلب الخير لليمن، ولكنها شددت الرقابة على مطار صنعاء وميناء الحديدة، بعد أن استغلا من قبل إيران لإدخال الأسلحة القاتلة، بدلا من الأغذية والمياه، والمستشارين العسكريين، بدلا من رجال الإغاثة، وعلى صالح اليوم أن يعترف أمام العالم بكل ما سبق أن كاله من اتهامات للمملكة، التي تحملته كثيرا من أجل شعب لن تتخلى عنه مهما كانت الأسباب.