خلال ساعات قليلة انهارت مخططات الشر في المنطقة، بعد أن انتصرت «العدالة» على الجور والظلم، الذي قتل الشعوب الآمنة، ودمر مكتسبات دول ابتليت بمليشيات لا هدف لها إلا «السلطة»، حتى ولو كانت على جماجم الأبرياء، الذين ذاقوا عذابات الحوثيين والحشد الشعبي والحرس الثوري وحزب الله، الذين تحركهم إيران كأدوات تنفذ مخططاتها الإرهابية، بنشر الطائفية والمذهبية لتمزيق الشعوب، والتأثير على أمن واستقرار الدول. في اليمن انتفض الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ضد المليشيات الحوثية، التي أساءت بممارساتها الإجرامية، واجنداتها الخبيثة لليمن أرضا وإنسانا، بعد أن سلمت أمرها لإيران، التي دعمها نظامها بالصواريخ والأموال، لقتل الشعب اليمني، وتهديد أمن المملكة، التي لم ولن تتخلى عن اليمن وشعبها. وشهدت صنعاء مواجهات بين المليشيات الإرهابية وقوات الحرس الجمهوري التي تدين بالولاء للرئيس اليمني السابق، مدعومة بالقبائل والشرفاء، الذين عبروا دائما عن رفضهم لممارسات الحوثيين، ونهبهم لأموال اليمن، والمتاجرة بمصالح الشعب، من أجل السيطرة على الحكم في اليمن، وتسليمه رخيصا لنظام الملالي الإيراني. ورغم أن انتفاضة الرئيس السابق جاءت متأخرة، وبعد تدمير اليمن، وقتل الآلاف من الأبرياء، وإعلانه طلبه التحالف مع إيران، إلا أنها خطوة متقدمة تكشف للعالم، الوجه الحقيقي للحوثيين، وأعمالهم الاجرامية ضد المواطنين، والدول التي وقفت ولا زالت مع اليمن، من أجل إسعاد شعبه، ونمائه وازدهاره، من أجل تنفيذ أجندات إيرانية إرهابية، هدفها الحقيقي استهداف أمن واستقرار المنطقة، إلا أنها تمثل في نفس الوقت خطوة جريئة في طريق تصحيح الأوضاع في الداخل اليمني، وتمزيق هذه المليشيات، التي آمن الشعب اليمني، أنها لا يمكن أن تقود مستقبله، ولا تلبي احتياجاته، ولا تبني علاقات جوار مع دولة تسعى دائما إلى كل ما فيه الخير لليمن واليمنيين. لا زال الرئيس السابق علي عبدالله صالح مطالبا بكثير من الخطوات لإثبات حسن النوايا، والتأكيد على أن ما أقدم عليه نابع من رغبة صادقة، في تخليص اليمن من المليشيات الحوثية، وبناء علاقات حسن جوار مع المملكة، وحرص على استقرار المنطقة. ولا شك أنه أكثر من غيره يعلم أهم ما يجب عليه القيام به اليوم وعلى وجه السرعة، لطمأنة الشعب اليمني أولا، والعالم ثانيا، أن هذه الانتفاضة ليست انتقاما من المليشيات التي استهدفت منازل أقاربه، وإنما من أجل اليمن وشعبه وجيرانه، خاصة وأن الأعمال الانتقامية وتصفية الحسابات هي من جلبت الويلات لليمن السعيد، الذي حوله إلى الحوثيين بتحريض من إيران إلى «تعيس». وعلى الرئيس اليمني السابق الذي ناشد للمملكة التي تقود التحالف في اليمن، بإيقاف الحرب على الانقلابيين، وفتح المطارات والموانئ، أن يدرك أنه رغم كل الأعمال الإجرامية، والاستهدافات المباشرة للأراضي السعودية لم تتخلى المملكة عن الشعب اليمني، وحرصت رغم الصعوبات والعراقيل التي وضعتها المليشيات الحوثية على إيصال المساعدات الانسانية، بأوامر مباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ولم تقفل المطارات والموانئ، التي تجلب الخير لليمن، ولكنها شددت الحصار على مطار صنعاء وميناء الحديدة لأنها استغلت من قبل إيران لإدخال الأسلحة القاتلة، بدلا من الأغذية والمياه، والمستشارون العسكريون، بدلا من رجال الإغاثة، وعليه اليوم أن يعترف أمام العالم بكل ما سبق وأن كاله من اتهامات للمملكة، التي تحملته كثيرا لخاطر شعب لن تتخلى عنه مهما كانت الأسباب. وتأكيدا على مصداقية وعدالة السياسة السعودية، ها هو نظام بشار يبكي اليوم، أو يتباكى وهو يتفرج على الخلافات الروسية الإيرانية، التي فضحتها الأيام، وأثبتت أنه تحالف للمصالح والأجندات، وليس من أجل شعب قتل وهجّر، وذاق الويلات. فسيناريو صنعاء سيتكرر في دمشق انتصارا للعدالة.