خلصت جولة قامت بها «عكاظ» أمس على أحياء جدة وشوارعها بعد 24 ساعة من أمطار الثلاثاء إلى أن الحال لم تتغير كثيراً. وأخرج «مارد» الأمطار التساؤلات المضنية من قمقمه: لماذا تظل جدة، وهي إحدى أكبر مدن السعودية والشرق الأوسط، بشبكة لتصريف المياه لا تغطي سوى 18% من رقعتها؟! ولماذا توقفت مشاريع تصريف مياه الأمطار في جدة منذ 2010؟! ولماذا تنشئ «الأمانة» أرصفة يصل علو بعضها إلى 50 سم لتتسبب باحتجاز مياه الأمطار؟! وكيف لم تتم معالجة مشكلة أنفاق جدة على رغم ما حدث في فاجعة 2009؟! وبعد مرور يوم على هطول الأمطار، أكدت الجهات الصحية أمس أن الأمطار تسببت في 29 حالة طارئة، 9 منها بسبب الصعق الكهربائي، وبقيتها جراء حوادث مرورية، وانهيار جدُرُ. وكانت الجهات المختصة أعلنت أمس الأول وفاة شخص نتيجة الأمطار. وقال محاميان ل«عكاظ» أمس إن من حق كل متضرر من أمطار الثلاثاء، في ممتلكاته أو تقصير في تنفيذ مشاريع تصريف المياه، أن يقاضي «أمانة جدة»، للمطالبة بتعويض مادي، على أن يتم ذلك في غضون 20 يوماً بحسب المتطلبات القانونية. ووجه رئيس هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) خالد المحيسن أمس بتكوين فرق ميدانية متخصصة لبحث أسباب القصور الذي كشفته أمطار جدة، بحسب حساب «نزاهة» على موقع «تويتر». وكان النائب العام سعود المعجب وجّه فروع النيابة أمس الأول بملاحقة المقصر كائناً من كان. وعلى رغم مساعي أمانة جدة ليل الثلاثاء، لسحب مياه الأمطار، فقد ظل شارع السبعين مغلقاً أمس، كما بقيت تجمعات المياه في معظم الأحياء، ما أثار مخاوف من أن تصبح بيئة لتوالد الناموس والحشرات الضارة.