لم تكن التغريدة التي أطلقتها أمانة جدة عبر حساب «الأمانة الحدث» في «تويتر» كغيرها من التدوينات التي تبثها ثم تغطيها تداعيات الأيام، بل إنها لامست مواضع الألم لدى سكان «عروس البحر الأحمر» الذين انتظروا طويلا جرعة علاج تطبب أوجاعهم مما يعيشونه من «رعب متكرر» مع كل «رشة مطر» مع بداية كل موسم. فمع بدء هطول أمطار أمس (الثلاثاء) على «جارة البحر»، نكأت أمانة جدة جراح الأهالي رغم تطميناتها المسبقة وتأكيد استعداداتها الكاملة لاستقبال موسم الأمطار لعام 1439، إذ كشفت الحالة المطرية رسوب الأمانة في مادة «التصريف» لتبقى الشوارع والأنفاق بركا مائية تبحث عمن يجففها خشية أن تصبح بؤرا للبعوض والحشرات والأمراض، عوضا عن الأضرار في الطرق. تلك التغريدة أنهكها المغردون ردا وتعليقا وتذمراً بل وسخرية من الوضع القائم «القاتم» مع تصريف الأمطار، إذ أضحت التغريدة نافذة لسكان جدة يرفقون في ردودهم عليها معاناتهم الموثقة بالصور ومقاطع الفيديو، مع انعدام التصريف، وتضرر منازلهم ومركباتهم، ولسان حالهم يقول: «وَهْم.. كل المواعيد وَهْم». الأمانة في كل مرة «تغرد» بوعود الإنجاز والاستعداد، إلا أن صوت تغريدها لا يُطرب مسامع سكان جدة، إذ لم يكن تخصيص 1600 عامل وتجهيز 512 معدة ومضخة شفط في 14 بلدية فرعية و11 مركز إسناد مجدياً؛ وذلك يعود إلى أن الأمانة كشفت أن هذا العدد يهدف إلى ضمان سرعة تصريف ورفع مياه الأمطار المتوقع تجمعها في التقاطعات والشوارع الرئيسية والداخلية، وذلك ما لم يَرَهُ أهالي العروس. وتساءل السكان عن وعود أمانة جدة بصيانة ونظافة قنوات تصريف مياه الأمطار، وتطوير محطة الرفع الرئيسية بالزهراء بإيجاد مولدات احتياطية لتشغيل المضخات، ففي حين حددت الأمانة مدة لا تتجاوز 6 ساعات لرفع المياه من تقاطعات المحاور الرئيسية وجعلها سالكة لحركة السير، و24 ساعة لرفع المياه من الشوارع الرئيسية، و48 ساعة لرفعها من الشوارع الداخلية، و72 ساعة لرفعها من الأراضي الفضاء والبرحات، إلا أنه وبعد مرور أكثر من 24 ساعة على هطولها أمس (الثلاثاء) أعلنت إمارة مكة استمرار إغلاق نفق طريق فلسطين المتقاطع مع طريق الأمير ماجد (السبعين)، إضافة إلى استمرار إغلاق نفق طريق الملك عبدالله المتقاطع مع طريق المدينة.