أصيب مئات من خريجي وخريجات طب الأسنان بما وصفوه ب«خيبة الأمل»، بسبب تعثرهم في الحصول على وظائف في المستشفيات العامة والخاصة والمراكز الصحية في أعقاب قرار وزارة الصحة القاضي بإنهاء التعاقد مع أطباء الأسنان غير السعوديين. وطالب عدد من الأطباء السعوديين مديريات الشؤون الصحية في المناطق والمدن بسرعة رفع مسوغات طي قيد المتعاقدين مع توجيه النقد الحاد إلى وزارة الصحة على خلفية بقائهم على قوائم الانتظار منذ عدة سنوات، برغم استيفائهم شروط التعيين وانتظارهم طوال تلك السنوات وعود الصحة. وسارع عدد من أطباء الأسنان السعوديين بإنشاء وسم على «تويتر» بعنوان «أطباء الأسنان بلا وظائف»، عبَّروا فيه عن قلقهم لما وصل إليه الحال، برغم العجز الذي تعانيه وزارة الصحة في تخصصات الأسنان وسيطرة الوافدين على وظائفها. وأشار أحد المواطنين إلى أن زوجته التي تخرجت بمرتبة الشرف الأولى وحصلت على درجة عالية في اختبارات الهيئة لا تزال على قائمة العاطلات. في البداية، قال مواطن إن زوجته طبيبة أسنان متخرجة منذ عام بمرتبة الشرف الأولى، وحاصلة على درجة عالية في اختبار الهيئة، ومع ذلك لا تزال عاطلة حتى الآن. أما طبيبة الأسنان شهد حكيم فقد روت حكايتها: «بعد تخرجي بمرتبة شرف في جامعة الملك عبدالعزيز، كنت على ثقة أنه إذا لم يتم قبولي في وزارة الصحة، فالمستشفيات الحكومية الأخرى ستقبلني، فاتجهت بحماس إليها لكنني اصطدمت بأنه لا توجد لدينا شواغر لأطباء الأسنان». وأضافت حكيم: «سافرت للرياض، ظناً مني أن الوضع سيكون أفضل لكنه كان أصعب، أنهيت مراجعة كل المستشفيات الحكومية وعدت محملة بخيبة أمل، كفكفت دموعي وقلت لن أيأس، سأذهب للعمل في المجال الخاص ريثما أجد وظيفة حكومية!» تشير الإحصائيات إلى أن عدد كليات طب الأسنان في السعودية وصل إلى 26 كلية، تُخرِّج قرابة ثلاثة آلاف طالب وطالبة سنويا، وكشفت أن عدد أطباء الأسنان المقيمين ممن يعملون في العيادات بلغ 2525 طبيبا. وأوضحت الإحصائية أن هناك حاجة إلى نحو 3500 طبيب لتشغيل أكثر من 2280 مركزا صحيا في مختلف مناطق السعودية، إضافة إلى حاجة مراكز طب الأسنان والمدن الطبية والمستشفيات العسكرية لأطباء أسنان، ومع ذلك جاء الاحتياج ضعيفا. وكانت وزارتا الصحة والعمل أبرمتا أخيرا اتفاقية لوقف استقدام أطباء الأسنان الأجانب بهدف توطين الوظائف وإحلالها بسعوديين، ونشر وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة تغريدة عبر صفحته على «تويتر»، أشاد فيها بالخطوة، وامتدح الطبيب السعودي والطبيبة السعودية قائلا: «أطباء وطبيبات بلدنا متميزون، وأثبتوا كفاءتهم».