أضحى حي لؤلؤة الجنوب مكنونا مستورا، بعيدا عن الأعين، في أقصى جدة، ويبدو أنه يدفع ثمن ذلك بحرمانه كثير من الخدمات التنموية الأساسية، فالمخطط الواقع على بعد 25 كيلومترا جنوب المحافظة، توارى عن أعين المسؤولين، وبات يعاني نقصا حادا في البنية التحتية. ورغم مضى 10 أعوام على تأسيسه، إلا أن شوارعه متهالكة بحاجة للرصف والسفلتة والإنارة، ويفتقد للمدارس بجميع مراحلها، ما يجبر الطلاب والطالبات على خوض رحلات يومية لبلوغ أقرب مدرسة في حي القوزين على بعد 10 كيلومترات. كما يشكو السكان من غياب مركز للشرطة، ما حوّل اللؤلؤة إلى ساحة مناسبة لضعاف النفوس يمارسون فيه تجاوزاتهم، كالسرقة ونزع كابلات الكهرباء المنتشرة في الشوارع، فضلا عنه أنه أصبح مرتعا لمخالفي أنظمة العمل والإقامة. ويشكو «اللؤلؤة» الذي ليس له من اسمه نصيب من تدني مستوى الإصحاح البيئي، فتكدست النفايات في شوارعه، وغدت تصدّر الروائح الكريهة والحشرات للسكان، إضافة إلى انتشار مخلفات البناء التي أحدثت تلوثا بصريا في الحي. وعزا علي حلوي التجاهل الذي يعانيه حي لؤلؤة الجنوب من الجهات المختصة، إلى وقوعه في منطقة نائية في أقصى الجنوب، ما جعله بعيدا عن أعين المسؤولين، وبالتالي حُرم كثيرا من الخدمات التنموية الأساسية، مثل سفلتة الطرق ورصفها وإنارتها، متمنيا التفات أمانة جدة لحيهم وتزويده بما يحتاجه من المشاريع. وشكا عمر الأعرج من الرحلات اليومية التي يخوضها لنقل أبنائه لتلقي العلم في مدارس الأحياء المجاورة، متمنيا إنهاء هذه المعاناة بتأسيس مجمع تعليميين للجنسين للمراحل كافة في أقرب وقت، خصوصا أن الحي به أعداد كافية من الطلاب والطالبات. واستاء علي السواري من تحول الحي إلى بيئة ملائمة لضعاف النفوس ومخالفي أنظمة العمل والإقامة، في ظل افتقادهم لمركز شرطة، لافتا إلى أن اللصوص يسرقون كابلات الكهرباء من الشوارع لبيعها على أصحاب السكراب. وشدد السواري على أهمية الارتقاء بالإصحاح البيئي في اللؤلؤة، متذمرا من تكدس النفايات في الشوارع، وتحولها إلى مصدر للأوبئة والحشرات والروائح الكريهة، ملمحا إلى أن الحي يعاني من مخلفات البناء التي تنتشر في زواياه.