لم يلق تدخل فرنسا لحل الأزمة اللبنانية قبولا لدى طهران، التي زعمت أن باريس تؤجج التوترات في المنطقة، وبأنها منحازة إلى الموقف السعودي. ويبدو أن العين الإيرانية الساهرة في المنطقة لم تعجبها تلك التطورات التي حدثت بسرعة، ومحاولة فرنسا إيجاد حلول سريعة لها بعد أن لبى الحريري دعوة بزيارة باريس، وزيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى الرياض وتطابق وجهات النظر بين الرياضوباريس حول إيران، وهو ما مثل إزعاجا كبيرا لطهران وبدأت تشعر بفشل خطتها وهيمنتها على بعض الدول مثل لبنان عبر ذراعها الإرهابي ميليشسيا «حزب الله». هذا الأمر دفع بالنظام الإيراني إلى اتهام الرئيس الفرنسي إيمانويل ما كرون بالانحياز إلى السعودية في وقوفها أمام الإستراتيجية الإيرانية وانتقاد فرنسا بالتدخل في شؤون لبنان ودعم المملكة في صد التدخلات الإيرانية بالشرق الأوسط. وتفاقم التوتر الإيراني، عندما أكد ماكرون أنه لم يلمس أي ضغوطات من قبل الرياض على الحريري وأنه يتمتع بكامل حريته، وأن الرياض ترد هجوم نظام روحاني المتكرر وتدخله في شؤون المنطقة. وهو ما اعتبرته طهران انحيازا واضحا للمملكة، وهو ما دفع مراقبين إلى الحديث عن بوارد أزمة بين باريسوطهران، خصوصا بعد اتهامات وزير خارجية فرنسالطهران بدعمها «حزب الله» الذي يقود لبنان إلى الفوضى والانقسام. وانتقدت إيران سياسة فرنسا الخارجية، وزعمت أن محاولتها تطويق أزمة لبنان انحياز للسعودية، وهو ما سيزيد من تفاقم أزمة الشرق الأوسط. وردا على ذلك، رأت فرنسا أن تصريحات وزير خارجية نظام الملالي تصعيد تريده طهران في المنطقة، بعد أن أفشلت فرنسا خطتها الفوضوية والتقسيمية، واستطاعت باريس تقويض الأزمة وإيجاد حل سريع لها بمباركة السعودية، واتهمت الخارجية الفرنسية، إيران بالسعي إلى الهيمنة على الشرق الأوسط من بوابة لبنان وعرابها «حزب الله». ووصفت تصريح وزير خارجية إيران بأن مسؤولين من بعض الدول يتوجهون إلى الخليج ويجهلون الحقائق وتحت تأثير المسؤولين السعوديين يدلون بتصريحات لن تساهم في حل المشكلات الإقليمية، بأنه «غير مسؤول» ويجهل عواقبه. فيما أكد الرئيس ماكرون، أن رد الفعل الإيرانى يتجاهل الموقف الفرنسى، مطالبا طهران أن تكون لديها إستراتيجية إقليمية أقل عدوانية وأن تتمكن من توضيح إستراتيجيتها الباليستية التي تبدو عشوائية وفوضوية.