علمت «عكاظ» من مصدر وثيق الصلة بوزارة الخارجية الفرنسية (الكي دورسيه) أمس أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز سيقوم بزيارة لباريس قبيل حلول العام 2018، تلبية لدعوة من الرئيس إيمانويل ماكرون. وتوقع أن تتوج الزيارة بتوقيع عقود كبرى في مجالي النقل، والطاقة المتجددة. وكان ماكرون قطع أمس قول كل المتخرصين بشأن مزاعم «احتجاز» رئيس وزراء لبنان المستقيل سعد الحريري. وقال ماكرون: إقامة الحريري مع عائلته (في الرياض) لم تبدُ على الإطلاق مثل منفى، أو إقامة جبرية، أو احتجاز. وزاد: المحتجز لا يتحرك ولا يتنقل بالشكل الذي وقفنا عليه. وأشار إلى إقامة الرئيس اللبناني ميشال عون سنوات في فرنسا. وتساءل ماكرون: هل يمكن أن نقول إن عون كان أيضاً محتجزاً من قبل السلطات الفرنسية؟ وأعلن عون أمس أن الحريري سيصل إلى باريس غداً (السبت)، برفقة عائلته. وزاد أن الحريري سيمكث بضعة أيام قبل عودته لبيروت. وكان عون حاول خلق معركة في غير معترك بادعائه أن الحريري «محتجز»، ووصفه بأنه «رهينة». وتتمسك السعودية بأن استقالة الحريري شأن لبناني، وبأن مزاعم احتجازه لا أساس لها. ومن المقرر أن يكون وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان قد التقى الحريري في الرياض أمس. وقلل دبلوماسي في دبي تحدثت إليه «عكاظ» أمس من شأن مزاعم صحف لبنانية أمس أن زيارة لودريان الراهنة تستهدف الضغط على السعودية، بشأن الحريري. وأكد وزير الخارجية عادل الجبير أمس أن وجود الحريري في السعودية شأن يخصه وحده، وأن عودته إلى لبنان يقررها وحده. ورداً على سؤال حول قول عون إن الحريري «محتجز»، قال الجبير إنها اتهامات وادعاءات باطلة، «فالحريري شخصية سياسية حليفة للمملكة، وهو مواطن سعودي كما هو لبناني». وزاد - في مؤتمر صحفي مع لودريان بالرياض أمس - أن حزب الله أساس المشكلة في لبنان، لأنه اختطف النظام اللبناني، واستمراره في التدخلات في عدد من الدول العربية، سيؤزم الوضع في لبنان. وأضاف أن تلك الميليشيات سلاح في يد إيران. وقال إنه يجب إيجاد وسائل للتعامل مع حزب الله، وهناك خطوات فعلية بهذا الصدد. وحذر من أن مواصلة حزب الله لنهجه تعرض لبنان لمخاطر كبيرة. وأوضح لودريان، من جانبه، أنه تم التطرق لمسألة اليمن، والأزمات الإقليمية، والاتفاق النووي مع إيران، وتدخلات إيران في المنطقة. وأعرب عن قلق بلاده من تدخلات إيران، ومن نزعات الهيمنة التي تبديها.