في وقت أضحت فيه للأطفال اهتمامات مختلفة عن ذي قبل، بعدما انحصرت في الأجهزة الإلكترونية، وأصبحت الأنشطة البدنية لا تسترعي اهتمامهم، يبذل الأهالي جهدا كبيرا في تحفيزهم على ممارسة الرياضات المختلفة والمميزة، لاسيما تلك التي تعمل على تصفية الذهن وتقوية الذاكرة وتفريغ الجسد من الطاقات السلبية. ومن ضمن هذه الممارسات الرياضية ممارسة اليوغا؛ إذ تحدثت مدربة اليوغا نورا الوايلي ل«عكاظ» قائلة: لليوغا فوائد نفسية عديدة، وأخرى جسدية، تجني أجساد الأطفال فوائدها، وتزيد من مهارات الطفل الحركية، وذلك بتقوية العضلات وترفع قدرة السيطرة على الحركة، ما يكسب الطفل وعيا أكثر بجسده. وأشارت الوايلي إلى أن هذه الرياضة تزيد مرونة العضلات ما يجنب الطفل بعض الإصابات المستقبلية، خصوصا أن لليوغا جانبا يركز على وضعيات التوازن، ما ينمي القدرة على التوازن واستخدام الأرجل بعناية وخفة، وهو ما يؤدي إلى زيادة التركيز والتحكم بالجسم ككل، كما تحسن اليوغا الجانب الصحي لدى الطفل، فهي لا تخلو من الحركة والتحفيز، علاوة على محافظتها على صحة العامود الفقري؛ إذ تتضمن وضعيات ميلان أو «twisting» ما يؤدي إلى تحريك الظهر بطرق لا يمكن الوصول إليها إلا بتمارين اليوغا، إضافة إلى تحسين عملية الهضم، وزيادة النشاط البدني للطفل وتحسين وظائف الأعضاء داخليا وخارجيا. وتابعت الوايلي: كما أن لليوغا فوائد نفسية لا تحصى، منها تعليم الطفل الصبر والتركيز، وتنمية الحكمة، باعتبارها رياضة غير تنافسية، فهي تختلف عن الرياضات الأخرى؛ إذ تجمع بين الحركة واحترام الجسد، ما يساعد الطفل على السيطرة على مشاعر القلق والغضب، عبر التحكم بالأنفاس، وأخذ أنفاس عميقة، ناهيك عن تعديل السلوك وحسن الإنصات، وتحسين النمو اللغوي والاجتماعي، ولا يخفى دورها في الوصول بالطفل إلى السكينة والسلام الداخلي. وبخبرتي كمعلمة يوغا للأطفال، فإن هذه الرياضة تحسن الصحة النفسية والجسدية على حد سواء، كما تزيد من ثقة الطفل بنفسه.