الصاروخ الحوثي الإيراني على العاصمة السعودية الرياض بلد الحرمين الشريفين، يشكل عبثاً إيرانياً منقطع النظير ويظهر مدى الإحباط الإيراني الذي وصلت إليه وانعدام الحيلة بعد الضربات السعودية الموجعة لها في اليمن وفِي العراق وعلى المستوى الدولي، وتغير التوجه الأمريكي نتيجة الحراك الدبلوماسي السياسي السعودي الذي غير اتجاه الإدارة الأمريكية والأوروبية تجاه إيران، مما جعلها تقوم بمثل هذه العبثية من خلال أدواتها في المنطقة، بعد أن رأت الضغط السعودي والدولي ضد حزب الله والحرس الثوري، فلجأت لتحريك الحوثي لإطلاق صواريخ عديمة الجدوى والتأثير ضد السعودية بهدف إشهار قدرتها على خلط الأوراق في دلالة واضحة على مقدار الجهل بالأوضاع الدولية ومدى ما يمثله هذا العدوان من كشف للنوايا العدوانية الإيرانية التي تمثل انتهاكاً للسلم الدولي والاستقرار الذي يهم العالم أجمع. إيران اعتقدت أن العالم منشغل عنها بقضايا أكثر أهمية وأرادت أن ترسل رسالة إلى السعودية دولة الحزم والعزم بأنها تستطيع أن تصعد الوضع بإطلاق هذه الصواريخ العبثية وأنها بذلك تشعر السعودية بالأوراق التي تمسك بها، وغاب عنها بأن هذه العبثية تكشف وجهها القبيح وتعطي لدولة السعودية القدرة على الرد دبلوماسياً وعسكرياً ضدها مباشرة على هذا العدوان السافر، مما يجعلها مكشوفة سياسياً وعسكرياً ويضع العالم أمام مسؤولياته والتزامه تجاه هذا العدوان الإيراني الفاشل. الغضب السعودي ليس بغضب العاجز والضعيف بل غضب القادر والقوي والمتمكن، غضب من يملك كل أوراق اللعبة ويسيطر على أرض الموقع بالرغم من الألغام العبثية التي نشرتها إيران من خلال عميلها الحوثي في البر والبحر. الغضب السعودي غضب العاقل المدرك لأبعاد العبثية الإيرانية وما يجب اتخاذه من إجراءات وتصرفات تتوافق مع القانون الدولي وتوظيف هذه العبثية الإيرانية دولياً وجعل دول العالم تقوم بالتزامها ضد إيران وعليه انطلاقاً من مسؤولياتها الدولية. وقد جاءت تصريحات وزير الخارجية السعودي لتعكس غضب القدرة والحزم والعزم والخيارات المفتوحة والإمكانيات على الرد على كافة الأصعدة بالشكل الذي يَصب في مصلحة السعودية ويحقق الأمن والسلم الإقليمي والعالمي. فإيران وملاليها لا يعرفون سوى لغة القوى والجسارة والإمكانيات. وما يقومون به من عبثيّات بهدف إرسال رسائل لن تصل للجهة المرسلة لها؛ لأن من ترسل لها هذه الرسائل قادرة على الرد لكافة الاتجاهات ولكافة النواحي ووضع كافة الأمور في نصابها. ولقد سبق لولي العهد السعودي أن حذّر إيران من تغير قواعد اللعبة وأن السعودية قادرة على نقل الحرب إلى داخل إيران غير أن إيران لم تدرك ذلك، ما استدعى الأمر إلى أن يصرح وزير الخارجية بأن السعودية تملك كل الخيارات. وقد جاءت تصريحات البنتاغون الأمريكي بالترحيب بالتصريحات السعودية حول دور إيران الشرير في اليمن وأن السعودية وأمريكا تعملان معاً لمحاربة المتطرفين وإنهاء نفوذ إيران المزعزع للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، لتؤكد أن السعودية تتناغم مع كل العالم تجاه إيران الشر والكراهية والطائفية والانغلاق وأن القادم سيكون مظلماً لإيران الملالي والعدوان. * مستشار قانوني @ osamayamani