كيف يستوعب أحدنا أنه «مضطر» في أحد الأيام إلى اقتياد أحد أقربائه للمثول أمام الجهات الرسمية في قضية فساد، ولأجل من؟ فعلها سليل العز والنسب والجذور الضاربة في عمق هذه الصحراء، فعلها «صليب الرأس» صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان، وعد فأوفى وعده عندما قالها بكل ثقة «لن ينجو أحد» ولم ينج من عاصفته ضد الفساد لا أمير ولا وزير ولا متنفذ ولا غفير! حين تم استحداث وتأسيس هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) قلنا ستلاحق «مين ولا مين» فالفساد حينها يضرب أطنابه وقد تجذر وتمدد في عمق البنى التحتية لمؤسسات الوطن وكشر عن أنيابه فوقها وفاحت رائحته فأزكمت الأنوف حتى ألفناها على مضض، وكان أداء الهيئة آنذاك لا يرتقي للمأمول ولم تشفع لها بعض الإنجازات والملاحقات لصغار الفاسدين، سواء أفرادا أو مؤسسات ولم تنجز ما يثلج صدور المواطنين، فبدأ الملك -حفظه الله- بعاصفة حزم داخلية تبدأ من «أعلى الدرج» وليس من أسفله -وضعوا تحتها ألف خط-، فأمر حفظه الله بتشكيل لجنة عليا برئاسة سمو ولي العهد وهيئة الرقابة والتحقيق والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وديوان المراقبة العامة، والنائب العام، ورئيس أمن الدولة بحصر المخالفات والجرائم والأشخاص والكيانات المتورطة بقضايا الفساد، وقد توجت بتأكيد من النائب العام بأنه لا معاملة خاصة للموقوفين في تلك القضايا، فالكل سواسية أمام القانون. للفساد قصة طويلة، قصة درامية موجعة ضربت أركان هذا الوطن الذي حباه الله بالثروات تتدفق تحت ترابه، ولأسباب متعددة -ليس المجال لذكرها- تجذر الفساد وأصبح له إمبراطوريات وأساطين ووجاهة وبروتوكولات حتى بات الفاسد سيد قوم يضرب له ألف تحية، مما أضر الوطن وعطل التنمية لسنوات وأوقف الكثير من المشاريع.. والآمال! بعد كل ما سبق وبعد هذا التناغم الكبير بين الدولة والمواطن في مكافحة الفساد والفرحة العارمة التي غمرت الشارع السعودي أعقاب تصريح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حين قال: «لن ينجو أحد»،بعد كل ذلك تأكد أيها المواطن أنه لن يصرف ريال واحد من ميزانية الدولة إلا في محله ولأجلك أنت، ولأجل رقي وطنك ورفعته، فالحرب «الحقيقة» على الفساد قد دقت طبولها على كافة أشكال الفساد، مما سينعكس إيجابا على شتى الجوانب الاقتصادية والتنموية والاجتماعية والبناء وحماية المال العام.. فقلاع الفساد قد تداعت وسلمان الحزم وولي عهده يعملان لأجلك!. hailahabdulah20@