يتغنى رئيس الوزراء القطري وزير خارجيتها السابق حمد بن جاسم آل ثاني، بالفكر الإسرائيلي وقدرته على التطوير وجذب الاستثمارات، وهو يشير إلى أنها -أي إسرائيل- تمتلك أعلى معدل دخل للفرد، أكثر من معدل دخول دول الخليج التي تعتمد على البترول. ويقول «إن إسرائيل لا تمتلك البترول ولكنها تمتلك العقول، وأن تعداد سكانها لا يتجاوز أربعة ملايين نسمة، تمكنوا من تعجيز الجميع الذين يطلبون ودهم ويخافونهم، والبحث في كيفية التطبيع معها». هذا هو «خبيث الخليج»، الذي بدأت علاقته بالكيان الإسرائيلي عام 1996، حينما قام بعدد من الزيارات السرية لإسرائيل، ونسق لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها شيمون بيريز للدوحة للقاء الأمير السابق حمد بن خليفة آل ثاني، وافتتاح مكتب التمثيل الدبلوماسي والتجاري الإسرائيلي، وما أعقبها من لقاءات وزيارات هو عرابها لتنتج قرارا بإنشاء سفارات وتمثيل تجاري بين قطر وإسرائيل، على أن لا تشترط هذه العلاقات الاعتراف القطري بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس. هذا هو«عدو الشعب القطري»، الذي نهب خيرات قطر لخدمة مشروعه الإرهابي، وأنفق المليارات على المرتزقة، الذين نجحوا في تنفيذ مشروعه العدائي لدول مجلس التعاون الخليجي، ورسموا له خارطة عمل تعتمد على الكذب، وعدم الوفاء بالعهود والمواثيق، إلى أن تكشفت مؤامراته الدنيئة ومعه رفيق درب السوء حمد بن خليفة آل ثاني، ومحاولاتهما البائسة في زعزعة أنظمة الحكم، والتأثير على أمن الشعوب، وزرع الفتن، ودعم التنظيمات والأحزاب الإرهابية، وكل من يقف في صف الأعداء ضد دول مجلس التعاون الخليجي. ولم يخف «مهرج الخليج» إعجابه بذكاء نظام الملالي «شريفة»، وهو يشير إلى أن الإيرانيين يلجأون للتفاوض ويتعاملون بكل هدوء ورزانة، لأنهم يعرفون مكانتهم وقوتهم، وبالتالي فلا داع لأن تستعرض الدول المقاطعة العضلات على قطر. ويذهب إلى أبعد من ذلك وهو يقول: «كل هزائمنا كانت انتصارا للإيرانيين في سورية واليمن والعراق، ويجب مواجهتها بالصداقة والصراحة وليس بالعداء أو القوة». وأمام هذا الاحتفاء من «المهرج» فلا غرابة أن يمارس الكذب والتدليس، وأن يكون واحدا من عناصر النظام الإيراني الذي عرف عنه دعم الإرهاب وإيواء الإرهابيين، واستخدامهم في إثارة الحروب، وزرع الفتنة الطائفية، والتدخل دوما في الشؤون الداخلية للدول، وتحديدا دول مجلس التعاون الخليجي. الأيام دائما كفيلة بأن تكشف النوايا، وها هي تفضح «السمسار»، الذي باع الخليج بمساندة مستشاره عزمي بشارة، واتجه إلى إسرائيل صديقا على حساب قضايا الأمة العربية، وتحديدا القضية الفلسطينية، وإلى إيران تابعا ومهانا يدعم الإرهاب، ويسعى للتخريب والدمار في دول وقفت إلى جانب قطر حكومة وشعبا في أحلك الظروف، ودعمتها إلى أن تجاوزت المحن التي كادت تعصف بها. هنيئا «للتابع» حمد بن جاسم تغنيه بإسرائيل وإعجابه بإيران، فالطيور على أشكالها تقع، وعليه أن يدرك أكثر من غيره، أنه لم يعد له ولمن معه من الإرهابيين قيمة لدى الشعوب العربية والإسلامية، وأن أجلهم قريب، وأن القادم يحمل لشعب قطر كل الخير، وأنهم ومرتزقتهم إلى مزبلة التاريخ.