خرج شيخ قبائل آل مرة - إحدى أكبر المكونات الاجتماعية في قطر- الشيخ طالب بن لاهوم بن شريم الذي جرده النظام القطري من جنسيته و54 من أقاربه، بقناعة تكمن في أنه لا مجال لبقاء القيادة القطرية في الحكم إذا أراد العالم أن يتخلص من الإرهاب والإرهابيين، وعودة حقوق القطريين، التي يراها مسروقة ومنحت للأجانب بصفتهم الضامنين لبقاء الحمدين وتميم والمرتزقة من الإرهابيين والخونة. واعتبر ابن شريم من منزله بمركز الغويبة بمحافظة الأحساء، في حوار مع «عكاظ» ما حظي به وأفراد قبيلته من المملكة بعد القرار الجائر من الحكومة القطرية بسحب جنسيته وأقاربه أمراً ليس مستغرباً، باعتبارها حاضنة الحرمين الشريفين ومظلة للخليجيين والعرب والمسلمين وكل من يلحق بهم الضيم من دول ارتمت في أحضان الإرهابيين ودعمت الإرهاب، وتخلت عن مواطنيها المخلصين، بل ونكلت بهم ورمتهم في دهاليز السجون. وقال ابن شريم إن المملكة ستظل راعية للشعوب العربية المحتاجة، مشيرا إلى أن كل خليجي لا يمكن أن ينكر جهود المملكة، وما قامت به تجاه دول وشعوب الخليج منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز وحتى اليوم. وأضاف: مع ذلك التزمت المملكة الصمت بحق من تنكروا لها، والذين تجاوزوا إلى أبعد من ذلك بمحاولاتهم زعزعة أمنها واستقرارها، من خلال دعم الإرهاب واحتضان الإرهابيين من أجل التأثير على أمن واستقرار دولة لولاها لما عاد لهم وجود اليوم، والقيادة السعودية لا تلتفت للخبثاء، ولا تأبه بالصغار والمرتزقة، ولكنها لم ولن تقبل أن يستهدف استقرارها وأمن مواطنيها مهما كلفها ذلك. وأوضح الشيخ طالب بن شريم، أن قبيلة آل مرة توجهت بالنصح للحكومة القطرية، وشرحوا لها خطورة تصرفاتها ونهجها الإرهابي، وخصوصا تدخلات قطر في دعم الإرهاب، والمنظمات الإرهابية في بعض الدول العربية، إضافة إلى زرع الفتنة لإثارة الحروب والصراعات في بعض الدول الخليجية والعربية، وتعريضها المواطن القطري للخطر، لافتاً إلى أن الحكومة القطرية لم تأخذ بهذه النصائح، «ونصبوا لنا العداء غير المبرر». وعاود الشيخ ابن شريم تأكيده أن جنسيته ليست منحة من حمد بن خليفة أو تميم، وإنما حصل عليها من أمير قطر السابق الشيخ علي بن عبدالله، مضيفاً: أنا في قطر مواطن، وكنت وغيري نسعد بعلاقات طيبة بين المملكة وقطر، ونتنقل بحرية وكأننا في بلد واحد، لكن الشيخ حمد بن خليفة والشيخ حمد بن جاسم أصرا على السير بقطر إلى دعم الإرهاب واستعداء دول مجلس التعاون وحياكة المؤامرات ضدها، والارتماء في أحضان إيران وتركيا والإخوان المسلمين وبعض المنظمات الإرهابية. ولفت إلى أن عدداً من رموز النظام القطري كانوا يوعزون للمصورين في المناسبات الرسمية بالتقاط صوره وهو يصافحهم، في محاولة للإيحاء للآخرين «أنهم لا يخشوني»، بيد أن الحال اختلف قبل عامين من سحب جنسيته، إذ يقول ابن شريم «قبل عامين من سحب جنسيتي تغيرت معاملة الحكومة القطرية لي، بسبب استمراري في نصحهم من مغبة المضي في أعمالهم العدائية ضد الدول الخليجية والعربية». وعن الأحاديث التي تشير إلى عدم إمساك أمير قطر تميم بن حمد بزمام القرار في ظل نفوذ «الحمدين»، وصف شيخ قبائل آل مرة تميم ب«الديكور»، مشيراً إلى أن من يقود الإمارة الصغيرة ويخطط لها ويرسم سياساتها الخارجية هما «الحمدان» (حمد بن خليفة وحمد بن جاسم).وقال ابن شريم: «إذا كان هناك من يقول إن الشيخ تميم هو من يقود سياسة القطر، فأنا أؤكد له أن تميم يدير ميادين الهجن وكرة القدم وأسواق السمك، أما السياسة الخارجية فلها الحمدان فقط. وأضاف: «الأتراك أضحوا يتحكمون في مفاصل الدوحة، والثقة منحت لهم، والخيرات تتدفق على مقارهم، في مقابل ما يعانيه المواطن القطري الأصيل، إذ يعامل كخائن، ربما يسعى لقلب الحكم في عرف الحمدين». واعتبر ابن شريم أن قطر تقع تحت سلطة الأتراك، وتخضع لوصاية إيران، مؤكدا أن الأتراك هم من يحمون الديوان الأميري. ولم يخفِ ابن شريم ما آلت إليه الأمور في قطر، إذ يؤكد أنه لا يوجد للمواطنة أي قيمة في قطر، مضيفاً: «تمارس بحق المواطنين أقسى أنواع التعسف، ومن يقترح أو يبدي رأيه تجاه أي ممارسات من مسؤول فاسد يكون مصيره السجن، وهذا خلق حالة من التذمر لدى الشارع القطري، الذي أصبح لا يطيق العيش في قطر، فلك أن تتخيل مواطنا يتمنى حياة كريمة خارج وطنه». وأكد تحول موطنه لسجن للمواطنين، وواحة عيش كريم للأجانب، الذين يتمتعون بأفضل المزايا التي لا توجد في دول أخرى. ورأى الشيخ طالب بن شريم أن بقاء القيادة القطرية الحالية «ضرب من المستحيل»، وأن عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل مقاطعة الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب، التي صبرت كثيرا، أمر لن يتحقق، معللاً ذلك بالقول: «الشرفاء في الخليج على ثقة بأن هذه القيادة التي خانت العهود لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تفي بأي اتفاقيات مستقبلية». وشدد على ضرورة إبعاد «الحمدين» على أيدي رجال يقدرون مواطنيهم ويحرصون على منحهم حقوقهم، ويؤمنون بأن لا بقاء لقطر إلا في الحضن الخليجي، الذي تدفئه المملكة بحرصها على أمنه واستقراره وحياة شعوبه.