أكد وكيل البيئة بوزارة البيئة والمياه والزراعة الدكتور أسامة بن إبراهيم فقيها ل «عكاظ» أن اللجنة المختصة التي تم تكوينها أخيرا وفق توجيهات عليا لدراسة الإطار المناسب لإنشاء الشرطة البيئية، ستخرج بتوصياتها في القريب العاجل، مشددا على أن «الشرطة البيئية» سترى النور، معتبرا إياها بأنها ستكون دافعا كبيرا جدا للحد من الاحتطاب. وأوضح أن أول خط دفاع يجب استخدامه ضد الاحتطاب الجائر هو الوعي عند المستهلك، فالطلب من قبل المستهلك على الحطب كبير، ولو لم يتم هناك طلب على الحطب المحلي والانتقائية والبحث عن أنواع معينة بذاتها لقل الاحتطاب وقضي عليه، مبينا أن وجود السوق هو أكبر محفز للاحتطاب. وبين أهمية «الارتقاء والوعي لمعرفة الثمن الباهظ الذي تدفعه بيئتنا من أجل تلبية رغبة الطلب على الحطب واقتطاعه»، لافتا إلى أن هناك بدائل للحطب يجب على المستهلك اتخاذها كبديل وروجنا لها كثيرا مثل الفحم والحطب المستورد الذي توفر بكثرة في السوق. وردا على ارتفاع أسعار البدائل قال فقيها «إن دفعتُ خمسة ريالات زيادة في سعر الحطب المستورد فأنا أنقذت شجرة عمرها 200 سنة وحافظت على الغطاء النباتي». وأشار إلى أن هناك أنظمة تمنع الاحتطاب وهناك تعاون بين الوزارة والداخلية والبلديات لتكثيف وتعزيز الرقابة على المحتطبين وتطبيق الأنظمة واللوائح بحقهم. وعن مشاريع زحف الرمال والقصور من قبل الوزارة في إنشائها للحد من زحف الرمال على بعض مدن حائل الواقعة في وسط النفود الكبرى، أوضح أن الوزارة شرعت في ذلك، وأبرز المشاريع للحد من هذا الزحف حملة استزراع 7000 شتلة التي دشنها أمير منطقة حائل الأمير عبدالعزيز بن سعد وزراعتها بالقرب من محطة الصرف الصحي بمدينة حائل والتي تشتمل على الطلح والسمر والغاف المحلي، التي تعد جزءا من مبادرة وزارة البيئة والمياه والزراعة لتشجير 10 ملايين شجرة في جميع المناطق بنهاية عام 2020، لأن الهدف إعادة تنمية الغطاء النباتي في الصحراء، وجزء من هذه الحملة زراعة 50 ألف شتلة في مدينة تربة شمال حائل. وأضاف أن هناك توجها لمثل هذه المشاريع فهناك برنامج المملكة الخضراء وقد أقر من الجهات العليا وأحد المحاور الرئيسية المهمة فيه إنشاء أحزمة خضراء للحد من زحف الرمال، مبينا أن النفود الكبرى سيكون لها نصيب من الشجيرات وسيكون لها وضع مسيجات لإعادة تأهيل الشجيرات الرعوية وهناك مناطق استغلال مكثف لمياه المعالجة مثل غابة عنيزة في القصيم التي أعلنت عنها الوزارة أخيرا. وشدد على أنه يجب ألا تكون إعادة تأهيل الغطاء النباتي على حساب المياه الجوفية، وقال «نحاول أن نستفيد من الميز النسبية المتاحة مثل المياه المتجددة ومياه الصرف والأشجار المحلية». يذكر أن وكيل الوزارة شارك مع أمير حائل في تدشين حملة استزراع 7000 شتلة في حائل. أهالي جبة: الاحتطاب مستمر.. ومشروع وقف الزحف غمرته الرمال! سلم عدد من أهالي مدينة جبة والقرى وسط النفود الكبرى شمال حائل، مطالبهم لوكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة، متذمرين من كثرة الاحتطاب الجائر في مناطق النفود، إضافة إلى مشاريع زحف الرمال. وأوضح الناشط البيئي أحد سكان جبة محمد السحيمان ل«عكاظ» أن الشكاوى التي تقدم بها الأهالي على مدى عقدين للجهات المختصة بما فيها حماية البيئة لم تؤت ثمارها، ولم تكن هناك رقابة مشددة. وقال نحن نعاني كثيرا من تدمير الأشجار والاحتطاب الجائر، موضحا أن المحتطبين في النفود حاليا يقتطعون أكثر من 3000 شجرة ارطا وغضا خلاف الطلح في الصحاري الأخرى، مبينا أن أكثر من 190 سيارة خلال الفترة الماضية احتطبت من النفود الكبرى شمال حائل وسط ضعف الرقابة. وأضاف أن المدينة تعاني من زحف الرمال أيضا فهناك مسيج أنشأته الوزارة قبل أربع سنوات غرب جبة لمنع زحف الرمال بتكلفة أكثر من مليون ريال بمساحة أكثر من 50 كيلومترا مربعا، لكنه حتى هذه اللحظة لم تتم زراعته وزحفت الرمال عليه ودفن جزء منه.