فيما تسير الأزمة بين قطر وجاراتها نحو طريق مسدود، خرجت في المدة الماضية تعليقات لمسؤولين خليجيين، أشارت تلميحاً أو تصريحاً إلى إمكانية أن تفقد قطر عضويتها في مجلس التعاون ، ولوّح وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش بإمكانية تعليق عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي، عبر تغريدة جاء فيها «البديل في حال عدم تعاطي قطر مع المطالب التي قدمها الوسيط الكويتي لن يكون التصعيد وإنما الفراق، لأنه من الصعب للغاية بالنسبة لنا أن نحافظ على تجمعنا». ولم يكن الشعر بمعزل عن الأزمة إذ حملت قصيدة الشيخ محمد بن راشد «الدرب واضح» مؤشرات استباقية لما يمكن أن يترتب على الأزمة من أحداث وقرارات، وفي أحدث قصائده يستقرئ بن راشد واقع ما تسبب فيه تنظيم الحمدين من خلخلة لبنية المكون الخليجي، ورصد بحسه الشعري أسباب ما حدث إذ يقول: «ومنْ سالفٍ في الوقتْ عشنا زماني معْ جارنا والجارْ أخْلَفْ رهانهْ وتَدري قطَرْ أنَّا لَها ظِلْ داني عنْ الغريبْ وعنْ ضعيفْ المكانهْ». القصيدة حملت نصائح إلى قطر بألا تتطبع مع دول مجلس التعاون بطباع الأفاعي ذات الملمس الناعم والعطب في أنيابها السامة: «وواجبْ علينا نناصحهْ بِلْعلاني إنْ حَطْ لهْ أفعىَ رَمِلْ في ثبانِهْ». وحفلت القصيدة بالكثير من المعاني الإيجابية المحفزة قطر باستدراك الوقت والعودة إلى التكاتف ضدّ الأخطار المستجدّة، والخروج من دائرة الأهواء في المنطقة، التي أودت بقطر إلى هذه الحالة المزرية، ولم يستبعد الحس الشاعري أن تنتهي الأمر بإخراج قطر من منظومة مجلس التعاون، آل مكتوم اختار أسلوبا أكثر وجدانية في التعبير عن موقفه من هذه الأزمة، ورغم دفقها الشعري الحازم، إلا أنه أورد في خاتمتها إشارة واضحة إلى احتمالية الافتراق: «وإنْ مابغيتوا دربنا بامتناني فكلْ واحدْ لهْ طريقهْ وشانهْ». ويرى عضو مجلس الشورى السابق محمد آل زلفة، أن قطر لم تبدِ حتى اليوم أي دلائل تشير لأي تجاوب يفسح الطريق لمفاوضات تنتهي باتفاق يضع حداً لأزمتها التي تعد أسوأ أزمة دبلوماسية تشهدها منطقة الخليج، مشيراً إلى أن الدول المقاطعة لديها أوراق ضغط أخرى عدة لم تستخدمها بعد، خصوصاً أن تنظيم الحمدين يرتكب حماقات أخرى إما بتفكيره الخروج من منظومة مجلس التعاون أو التسبب في استفزاز الدول المتضامنة ضد الإرهاب، مؤكداً أنه كان إلى وقت قريب متفائلاً بحلحلة الأزمة، إلا أن الحس بالمسؤولية عند الحكومة القطرية شبه معدوم كما يرى كونها ترمي بنفسها في حضن إيران أو تركيا وتراهن على نظام منبوذ ما يعني أنها تحكم على نفسها بعزلة قاسية، وليس أمامها إلا قبول المطالب، وتحريك المساعي حفظاً لماء وجهها. فيما استبعد الكاتب قينان الغامدي إخراج دولة قطر من المجلس، إلا إذا لم تستجب حكومة قطر لمطالب الدول المتضامنة ضد الإرهاب، ويرى الغامدي أنه يتعذر انعقاد القمة الخليجية في الكويت إن وجهت الدعوة لأمير قطر، وربما يتم نقل المؤتمر لينعقد في عاصمة خليجية أخرى. ولفت الغامدي إلى أن قطر دولة شقيقة، وإنما المشكلة مع «تنظيم الحمدين» وأدواته المتمثلة في الأمير والحكومة الحالية. مؤكداً أن دول مجلس التعاون لم ولن يكون هدفها الإضرار بالشعب القطري.