قضي الأمر ورفعت الأقلام وجفت الصحف، و"لا تفاوض مع قطر في المطالب ويجب تنفيذها كاملة".. هذا ما أكده وزير خارجية المملكة عادل الجبير وعبّر فيه بكل قوة عن موقف وشروط وقرار الدول المقاطعة لعودة العلاقات مع قطر. واختار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشعر بكلمات ومعاني غزيرة في قصيدة جديدة بعنوان «الدرب واضح» ليؤكد الموقف الإماراتي المشرف الثابت في الأزمات والواضح في السياسة الذي لا يعرف الغموض بقوله وإنْ مابغيتوا دربنا بامتناني فكلْ واحدْ لهْ طريجهْ وشانهْ وبرغم أنه ليس ثمة فرصة للهروب أو التحايل تجنب الدوحة قبول واستجابة هذه المطالب، إلا أنها مازالت تتأرجح بين المناورات الدبلوماسية والتضليل الإعلامي، في محاولة منها لخلط الأوراق والتدليس على المجتمع الدولي. ويرى عدد من المحللين السياسيين أن تخبط قطر وتناقضها يعود إلى عدم قدرة القيادة القطرية على اتخاذ القرار، مؤكدين أنه لو يملكون القرار بيدهم لما أحتاجوا إلى مهلة الأيام العشرة للعودة إلى الحضن الخليجي، ولا مبرر لكل هذا التعقيد إذا كنا نتعامل مع دولة قادرة على اتخاذ قرارها! وشيئا فشيئا، تتضح الصورة وتتكشف الحقيقة ويتضح الأمر أن قطر تدار من قبل التنظيمات الإرهابية والمتطرفة كالإخوان وخلايا عزمي والتي تعتبر الحاكم الفعلي لقطر، وكما أظهرتهم هذه الأزمة كمتحدثين رسميين لها. يقول المستشار بالديوان الملكي ،سعود القحطاني «العبارات التي تستخدم من خلايا عزمي هي جزء من إستراتيجية عزمي الإعلامية طوال السنوات الماضية، وفضحوا أنفسهم بسذاجة بالغة مع الأزمة الأخيرة»، والآن لم يبق من حبيبات الرمل في الجزء الزجاجي العلوي من الساعة الرملية إلا القليل، والمهلة شارفت على الانتهاء ورسالة "فرقاك عيد" وصلت إلى "جماعة الإخوان" و"خلايا عزمي" وحاضنتهم!