تحفظ مراقبون على توظيف قطر لأموالها لشراء ذمم البعض لوصول مرشحها حمد الكواري لمنصب مدير عام منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) مقابل دفعه للتصويت لصالح مرشح مجهول النسب الثقافي، يحمل سيرة ذاتية مشوهة مقارنة بالمرشحتين المصرية والفرنسية القادمتين من حضارات جذورها ضاربة في التاريخ، ما يثير علامات الاستفهام حول مصداقية المنظمات الدولية. ولم يستبعد مراقبون أن يسعى نظام «الحمدين» لشراء كرسي اليونسكو مهما ارتفع ثمنه في مزاد الدول الأعضاء، باعتبار نيله شهادة براءة ذمة أمام المجتمع الدولي من تهمة تمويله ودعمه للإرهاب، كون المنظمة المعرفية والثقافية منبثقة عن الأممالمتحدة، وتطمع الدوحة في إدارتها ما يمثل سد حماية أمام قرارات محتملة من المجتمع الدولي ضد نظام متهم بدعم الإرهاب. ولم يستبعد مراقبون أن تمنح «اليونسكو» كرسيها لقطر لا قناعة في قدرات مرشحها بل طمعٌ في دعم موازنتها وترميم أوضاعها المالية المهترئة. ووصف وزير الخارجية المصري سامح شكري حملة قطر لتفتيت أصوات اليونسكو بحملتها مع الفيفا لاستضافة كأس العالم، مشيرا إلى أن حظوظ مصر أقوى للفوز بمقعد اليونسكو على مستوى التاريخ والجغرافيا والإنسان. وكانت منظمة «اليونسكو» أسدلت الستار في الجولات الأولى الأيام الماضية لانتخاب مديرها الجديد خلفاً للبلغارية «إيرينا باكوفا» (يتبقى جولتا اليوم وغدا لإعلان النتيجة النهائية)، إذ حلّت مرشحة مصر السفيرة مشيرة خطاب في المرتبة الثالثة، والمرشحة الفرنسية «أودري أوزلاي» في المرتبة الثانية، والقطري حمد الكواري في المرتبة الأولى. ويتنافس سبعة مرشحين آخرين، بينهم لبناني، على أصوات 58 مندوباً للدول أعضاء المكتب التنفيذي. ولا يعد التصويت في الجولة الأولى عامل حسم في تحديد المدير الجديد لليونسكو؛ إذ سبق أن فاز مرشحون حصلوا على أقل من 10 أصوات في الجولة الأولى، كالمديرة الحالية لليونسكو التي حصلت على ثمانية أصوات فقط في الجولة الأولى للتصويت. وكانت هناك منافسة في دورات سابقة عربية عربية، منها المنافسة الشهيرة بين الراحل الدكتور غازي القصيبي ومدير مكتبة الإسكندرية إسماعيل سراج الدين، أعقبها ترشح وزير الثقافة المصري الأسبق فاروق حسني ونافسه القانوني الجزائري محمد بجاوي.