صعدت أنقرةوبغداد من تهديداتهما لإقليم كردستان العراق بشكل متزامن، في ظل تحركات عسكرية إيرانية عراقية في إجراء عقابي بحق الإقليم الذي نفذ الاستفتاء رغم المعارضة الدولية والإقليمية. وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس (السبت) إن السلطات في كردستان العراق ستدفع الثمن لإجرائها استفتاء على الاستقلال لاقى معارضة دولية وإقليمية واسعة. وأوضح إردوغان لأعضاء في حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه في مدينة أرضروم شرق البلاد «لن يشكلوا دولة مستقلة. إنهم يفتحون جرحا في المنطقة ليزيدوا الوضع سوءا». موكدا أن بلاده «لا تندم على ما فعلته في الماضي. لكن بما أن الظروف تغيرت واتخذت حكومة كردستان، التي قدمنا لها كل الدعم، خطوات ضدنا فإنها ستدفع الثمن». بدوره، أثار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قضية تسلم الحكومة المركزية في بغداد لإيرادات حقول النفط في كردستان قائلا إن الأموال ستستخدم في دفع رواتب الموظفين المدنيين الأكراد. من جهة ثانية، بدأ الجيش العراقي أمس (السبت)، السيطرة على المنافذ الحدودية الدولية للمنطقة الكردية الشمالية، كجزء من جهود الحكومة المركزية الرامية إلى عزل كردستان بعد استفتاء الانفصال. وأكد النائب عن ائتلاف دولة القانون عباس البياتي، أن رئيس الوزراء حيدر العبادي تعهد بتنفيذ القرارات المتعلقة برفض استفتاء كردستان. وفي إطار إجراءاتهما للضغط على كردستان ردا على استفتاء الانفصال، تعتزم القوات الإيرانية والعراقية إجراء مناورات عسكرية مشتركة قرب الحدود، بحسب ما أفاد التلفزيزن الإيراني أمس (السبت). ونقل التلفزيون عن متحدث عسكري قوله: إن قرار إجراء المناورات اتخذ خلال اجتماع لكبار القادة العسكريين الإيرانيين الذي تم خلاله «الاتفاق على إجراءات لتعزيز أمن الحدود واستقبال القوات العراقية التي ستتمركز في المواقع الحدودية». من جهته، أعلن رئيس الوزراء العراقي أمس، أن الدعوة التي وجهها إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لزيارة باريس في الخامس من أكتوبر لا تتعلق بأزمة كردستان. وقال مكتب العبادي في بيان، إن الدعوة لا علاقة لها بأزمة الاستفتاء غير الدستوري، معتبرا أن هدف الزيارة تقوية العلاقات الثنائية، وتركيز الجهود لمحاربة الإرهاب في المنطقة. وجاء في بيان العبادي أنه «لم يتم التطرق في المكالمة الأخيرة لرئيس الوزراء مع الرئيس الفرنسي مطلقاً إلى ضرورة الاعتراف بحقوق الشعب الكردي». فيما ذكر مصدر في مكتب ماكرون أن العبادي قبل دعوة ماكرون لتناول مسألة استفتاء الإقليم.