المرأةُ التي أحببتَها ذات يوم اختفتْ ! رأيتُها تخرج من ثقب عميق حفرتَه في قلبها كانت تمسك بفوهة الوقت لتطلقَ مواعيد للغياب لا يمكنكَ التنبؤ بها قالتْ سأنجو.. بما لديّ من صور بالأبيض والأسود، فالألوان قد حملتْها الريح إلى أطراف لوحة زيتيّة على جدار هناك، يقف مذهولاً من حجم الفراغ في أعين المارّة تلك المرأة التي باركها الملح رتقّتْ جروحها بخيط رديء لكنها ظلّتْ تبتسم طوال الوقت لصوتها المبحوح وأغاني الحب، المسافة بين المِرآة و عوالِمها أقصرُ مِن احتمالها على البقاء مِن أجل جرعة وهْم زائدة أو دعوة أخرى لحفل تنكريّ تلبس فيه للمرة الألف وجهَها العاري رحلتْ.. بتذكرة لا تحمل تواريخ محدَّدة و لا جهة للخلاص ربما يتسع لها الآن كلُ ما ضاقتْ عنه الكلمات و احتضنتْه عيناها لمْ تكترثْ لِما آلتْ إليه نايات المساء و ثرثرة العاصفة كان السنونو موعدَها المؤجَل و نذرَها الأخير حين أدارتْ ظهرَها لصحرائك و ابتسمَتْ.. ** شاعرة سورية.