تاريخ الصناعة هو كتاب مفتوح عن قدرات الإنسان وقوته على تسخير المواد الخام بصنع الفنون الجميلة حين يصهر الحديد ويقهره، ويشكل الصلصال في صناعة الأواني الفخارية والمجسمات الجمالية، ويرسم على قماش الحرير لينتج فناً وصنعة تؤمن له دخلاً مادياً يكفيه انتظار الوظيفة. وأوضحت حورية غندورة أنها تقوم بعمل الرواشين الحجازية والتي تختلف باختلاف المدن الحجازية، كما أنها عملت في هذا المجال الفني لأكثر من 12 عاما لإحياء التراث والتعريف به كأحد معالم منطقة الحجاز وكتجارة تعمل بها لزيادة دخلها المادي، متمنية أن يتم جمعهن كحرفيات في مركز تسوق واحد لعرض منتجاتهن والتعريف بهن كحرفيات لهن صنعة يدوية. من جهة أخرى، قالت خديجة الأنصاري خريجة قانون وتعمل في فن الديكوباج: تدربت في جمعية حرفي للفنون اليدوية على فن الديكوباج، ولم أكتف بهذا القدر بل طورت مهاراتي وانتسبت لدورات أخرى، وحالياً أقوم بتجديد الأثاث، مشيرةً إلى أن هذا الفن يعمل على إعادة تدوير الأشياء القديمة وإخراجها في صورة جديدة بعد إضافة لمسات أوروبية عليها. واستطردت خديجة الأنصاري، «أقوم ببيع منتجاتي عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلا أنني أطمح لافتتاح محل خاص لبيع المشغولات اليدوية ولمساعدة العملاء في تجديد أثاثهم القديم دون أن ينزعوا منه روحه القديمة». وفي السياق نفسه، أكدت عواطف زمزمي مدربة حفر على معدن الإيتان والرسم على قماش الحرير في جمعية حرفية، أن العائق الوحيد أمامهن هو عدم وجود سوق محلية تضم منتجاتهن اليدوية ويقصدها الزوار على مدار العام، على أن يكون إيجار المحل بسعر رمزي يتناسب مع الدخل اليومي لدعم الحرفيات.