عثر على المعارضة عروبة بركات وابنتها الصحافية حلا بركات مقتولتين في شقتهما في أسطنبول في جريمة اعتبرها مؤيدو الضحيتين "اغتيالا" نفذ انتقاما من عملهما. وعثرت الشرطة التركية على جثتي عروبة (60 عاما) وابنتها حلا (22 عاما) مساء الخميس بعد وصولها إلى شقتهما في اوسكودار على الضفة الآسيوية من أسطنبول، إثر تلقيها بلاغا من أقرباء المرأتين القلقين بعد عجزهم عن الاتصال بهما. وأعلنت وكالة الأناضول أن التحقيق الذي أجرته الشرطة أظهر أن الضحيتين تعرضتا للطعن حتى الموت، فيما أشارت تقارير غير مؤكدة إلى أنه جرى قطع عنقيهما. من جهتها أفادت صحيفة "حرييت" التركية أن المرأتين قُتلتا قبل بضعة أيام وأن جثتيهما وجدتا غارقتين بمواد تنظيف لتأخير انبعاث رائحة التحلل منهما. يد الطغيان ومنذ بدء الحرب السورية في مارس 2011، لجأ حوالى ثلاثة ملايين سوري، عدد كبير من بينهم معارض للرئيس بشار الأسد، إلى تركيا. واستدعى مقتل عروبة بركات وابنتها حلا موجة من الإدانات وبيانات النعي في صفوف المعارضة السورية في المنفى، حيث يتخذ "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" من أسطنبول مقرا له. وندد الائتلاف في بيان ب"جريمة الاغتيال الشنيعة هذه"، مؤكدا أن "يد الإرهاب والاستبداد هي المشتبه به الأول" فيها. وإذ نعى الائتلاف القتيلتين، أكد أنه "كانت للشهيدة عروبة بركات، الثائرة والمعارضة، مواقف مشرفة ومشاركة فاعلة في الثورة السورية، كما كان لابنتها الشهيدة حلا دور هام في دعم الثورة وكشف جرائم النظام". وأعرب الائتلاف عن ثقته "بأن التحقيقات التي تجريها الجهات التركية المختصة ستكشف تفاصيل" ما حصل. من ناحيته قال "المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات" رياض حجاب في تغريدة على تويتر أن "قاتلهما لن يفلح ونطالب بملاحقته ومحاكمته". وأكدت شذى، شقيقة عروبة، مقتل الأخيرة وابنتها على "فيسبوك" فكتبت "اغتالت يد الظلم والطغيان أختي الدكتورة عروبة بركات وابنتها حلا بركات في شقتهما في اسطنبول... ننعي اختنا المناضلة الشريدة التي شرّدها نظام البعث منذ الثمانينات إلى أن اغتالها أخيرا في أرض غريبة... انا لله وانا اليه راجعون". واعلنت صحيفة يني شفق (الشفق الجديد) اليومية ان عروبة بركات أجرت تحقيقات بشأن حصول أعمال تعذيب في سجون النظام السوري. وتفيد تقارير بأنها هربت من سورية في عهد الرئيس السابق حافظ الاأسد في ثمانينيات القرن الماضي واستقرت في بريطانيا بادئ الامر، ومن ثم في الامارات، قبل الانتقال الى اسطنبول. تحقيق فوري وكانت الصحافية حلا بركات تعمل في موقع "أورينت نيوز" الإخباري وفي القناة الناطقة بالانجليزية التابعة للتلفزيون الرسمي التركي "تي ار تي". وقال العديد من المعارضين والصحافيين السوريين الذين لجأوا إلى تركيا أنهم تعرضوا لتهديدات بالقتل. وفي 2015، عثر على جثتي صحافيين سوريين من مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا، في جنوبتركيا مقطوعتي الرأس. كذلك تم اغتيال الصحافي والمخرج السوري ناجي الجرف في جنوبتركيا في ديسمبر 2015 بعد اخراجه افلاما وثائقية كشفت فظائع تنظيم داعش. وطالب الاتحاد الدولي للصحافيين السلطات التركية "بإجراء تحقيق فوري وشامل لسوق المسؤولين (عن قتل عروبة وحلا بركات) الى العدالة".