اليوم هو 15 سبتمبر، والبلد هي المملكة العربية السعودية، فماذا سيحدث؟. الإجابة على السؤال لا تحتاج عبقرية تنبؤية أو قدرة استنتاجية خارقة، كل ما تحتاجه -وببساطة شديدة- هو المعرفة الحقيقية الصحيحة لهذا الوطن وشعبه، أخلاقه وشيمه وارتباطه المتجذر بوطنه، وكذلك طبيعة العلاقة التأريخية بينه وبين حكامه. الذي سيحدث هو التالي: سيخلد الناس إلى النوم ليلة الخميس بعد سهرة جميلة مع عائلاتهم وأصدقائهم، آمنين مطمئنين، ثم يستيقظون صباحا في جو تعمه السكينة والهدوء ليمارسوا حياتهم الطبيعية، ثم يذهبون إلى الجوامع لأداء صلاة الجمعة، ليعودوا بعدها إلى اللقاءات العائلية الحميمة وتناول الغداء والخروج للاستمتاع بيوم العطلة الأسبوعية، ثم العودة إلى منازلهم متى شاؤوا ليقضوا بقية ليلتهم، ثم ينامون ليصبح عليهم يوم آخر. الشوارع ستكون كالعادة مزدحمة بالسيارات، والأسواق والمتنزهات والمطاعم مليئة بالناس، سيكون إيقاع الحياة طبيعيا تماما كأي يوم آخر. لا شيء غير عادي سيلحظه الناس، لن تكون هناك نقاط تفتيش في كل منعطف، ولن تلفت الأنظار كثافة غير طبيعية لقوات الأمن، لن يلزم الناس منازلهم خوفاً من تجمعات المتظاهرين واحتمال اصطدامهم بأفراد الأمن لأن ذلك لن يحدث، وليس وارداً في قائمة الاحتمالات أبداً، لأن المواطن سعودي، والشارع سعودي، والوطن هو المملكة العربية السعودية، ولو تهور أحد شاذ وسولت له نفسه الخروج على هذا المناخ الطبيعي العام فسيعلم أي منقلب ينقلب. الحمقى المغفلون الواهمون الذين يهذون بما أسموه حراك 15 سبتمبر لن يشاهدوا سوى يوم سعودي بامتياز يؤطره الوفاء للوطن وولاة أمره، والحرص على أمنه واستقراره وقوته، وتسفيه كل دعوة لاختراق المجتمع، والوقوف بقوة في وجه كل من يحاول العبث بأي شيء يتعلق بالوطن. نؤكد لكم يا متآمري الخارج وخونة الداخل أنكم لن تستطيعوا إلقاء البيان رقم واحد لأن الشعب السعودي قد ألقى بيانه التأريخي الوحيد منذ قيام هذا الكيان الوطني الجميل، وسيظل كما هو: نحن الوطن، والوطن نحن، نحميه ونفديه بأرواحنا. [email protected]