القاعدة أسوأ كلمة في تاريخ المسلمين ، فهي جماع لفكر دموي ، جعل القتل واجبا ، والكراهية حقا ، وإشاعة الخوف سنة ، وويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون . القاعدة شوهت صورة الإسلام ، وكسرت مجاديف المسلمين ، و حولتهم إلى كائنات متوحشة تعيش على رائحة الدم وأزيز الرصاص . والقاعدة ستدشن حقبة تاريخية جديدة من الصراع في العصر الحديث تقوم على سياسة التقسيم والتفتيت وإشاعة ثقافة العنصرية و المذهبية ، وقد بدأت شجرة الشر تطرح ثمارها المرة في مواطن كثيرة . القاعدة قبل أيام استهدفت رجلا كرّس حياته لثقافة الحب و المناصحة ، مد يدين ملؤهما التسامح ، وفتح صدره وبيته للتائبين النادمين على اعتناق هذا الفكر ، وحقق ما عجزت عن تحقيقه دول تملك من الطاقات م لا نملك . لكن القاعدة كعادتها جاءت محملة بالأحزمة الناسفة ، وأرادت أن تطفئ نجمة الوطن في عقر دارها . ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين . هذه الضربات الاستباقية التي نجح رجال الأمن في إلحاقها بالقاعدة أصبحت مضرب المثل وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى . القاعدة اليوم وبهذا العمل المشين ، تحرق آخر أوراقها ، فالرجل لم يكن صاحب قبضة حديدية ، ولم يتعامل معها بمنطقها ، لقد اختار الرحمة و حارب القاعدة في ضميرها ، وهي سياسة فريدة ، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم . القاعدة اختارت المكان الخطأ والزمن الخطأ والرجل الخطأ . فالمكان المملكة العربية السعودية قبلة الإسلام والمسلمين ، والزمان شهر رمضان الذي تتنزل فيه الرحمة ويصفد فيه مردة الشياطين ، والرجل هو محمد بن نايف الذي يجمع الناس على حبه . لقد أخطأت القاعدة مرتين ، أخطأت حين رد الله كيد ها في نحرها ، لأنها أرادت أن تمسح عارضيها على صفحات الانترنت وتقول : صدنا الأسد في عرينه ،وأخطأت حين أرادت أن تطفئ نجمة في الوطن فأشعلت الوطن كله . ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور . هذه الحادثة إن تكن كشفت عن هوان هذا الفكر ، وضعفه ، ودموية معتنقيه ، وقدرته على المصاولة ، فقد كشفت عما هو أعظم وأبقى . لقد كشفت عن مكانة الأمير في ضمير الوطن ، وفي حنايا قادة الوطن وأبنائه ، وكشفت عن قوة الجبهة الداخلية ، فهي عصية على الاختراق ، غير قابلة لأن تكون جدارا قصيرا يقفز عليه تجار الدماء ، وباعة الوهم ، وأصحاب النظر الضعيف . لقد أبت القاعدة إلا أن تزيدنا توحدا وتماسكا ، وأبت إلا أن تزيد أمام الناس تعريا فتكشف عن سوءتها في أطهر بقعة ، وفي أشرف ساعة . وهذا هو سبيل الحمقى والمغفلين على مر التاريخ ، وهم ذرية بعضهم من بعض . دمت أيها الأمير ، ودام الوطن ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .