معزوفة واحدة مشتركة نسمعها من كل منابر الإعلام الرسمي للدول التي تحولت ساحاتها وميادينها إلى ثورات غضب وثأر للحرية والكرامة والعدالة والحقوق الإنسانية.. معزوفة واحدة كأنهم جميعا اتفقوا على كتابة نوتتها بدقة متناهية بحيث لا يخطئ في إلقائها أحد.. إنها معزوفة «المؤامرة».. من تونس إلى مصر إلى ليبيا إلى سوريا، الكل كان يردد معزوفة المؤامرة على أمن الوطن واستقراره ومكتسباته ووحدته. وهي بحسب ترديدهم لها تنقسم إلى قسمين، إما مؤامرة خارجية ينفذها عملاء مرتزقة خونة مأجورون، وإما مؤامرة داخلية يقودها مارقون خارجون متمردون على النظام والشرعية، يطمحون إلى استلاب السلطة بإشاعة الفوضى وإسالة الدماء وإرهاب الشعب. أي مؤامرة هي أيها السادة، الراحلون منكم والمترنحون في طريق الرحيل؟ أي مؤامرة هذه التي اتفقتم جميعا على التشبث بها ودلقها على مسامع الخلق في كل خطبة عصماء أو تصريح خطير أو نشرة أخبار مهمة؟ أي مؤامرة أيها السادة هذه التي تريدون إقناع البشر بها وكأنهم لا يفهمون ولا يدركون ولا يعون؟.. من حيث المبدأ، نعم هناك مؤامرة.. لكن من هم المتآمرون الحقيقيون ؟ من هم المتآمرون الذين جعلوا الأوطان تهدر غضبا، وجعلوا الدماء تسيل في الشوارع والساحات؟ من هم؟ هل تستطيعون الإجابة؟ طبعا لا تستطيعون لأنكم تعرفون الحقيقة.. حقيقة أنكم وحدكم أكبر المتآمرين على أوطانكم وشعوبكم.. أنتم الذين تنكرتم للأرض التي أنبتتكم، وللشعوب التي ائتمنتكم، وللأجيال التي أحسنت الظن بكم ومنحتكم فرصة بعد أخرى، لعل وعسى.. جعلتم الأرض يبابا.. وحولتم الشعوب إلى عبيد وسخرة وقطعان من السائمة.. صادرتم أحلام الشباب وجعلتم الضحكة الوليدة تموت بين شفاه الوليد.. صادرتم الخبز والفرح والأمل، باسم المؤامرة.. المؤامرة التي أنتم من صنعها واحتضنها.. رجاء.. كفوا الحديث عن المؤامرة.. لأنها أصبحت وااااااااضحة... [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة