استبقت السعودية دول العالم في التحذير من التعامل بالعملة الإلكترونية الافتراضية «البتكوين»، وإحالة المتورطين في نشاط «الفوركس» إلى النيابة العامة، الأمر الذي حدا بالسلطات المالية في بريطانيا إلى التأكيد من الطروحات العامة للعملات «خطرة للغاية واستثمار مثير للشكوك»، وذلك بحسب هيئة السلوك المالي البريطاني، في خطوة جديدة تضاف لسلسلة التحذيرات العالمية بشأن هذا التوجه. وكشف اقتصاديون وقانونيون ل«عكاظ» أن نحو 80% من إجمالي المستثمرين في نشاط الفوركس ضحايا، وأن نسبة الرابحين في مثل هذه الأنشطة لا تتجاوز 20% تقريبا. وأكدوا أن إحالة المتورطين في نشاط «الفوركس» إلى النيابة العامة خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح؛ للحد من مخاطر هذه الظاهر وضحاياها من المواطنين الذين يقعون ضحية استثمارات وتعاملات وهمية، تعمل دون غطاء قانوني أو مراجع معروفة يمكن الرجوع إليها عند وقوع نزاعات. وأرجعوا تزايد التعامل مع نشاط «الفوركس» إلى غياب الوعي بخطورة أنشطة الاستثمار الإلكترونية. وقدر المحلل المالي حسين الخاطر ل«عكاظ» أن نحو 80% من إجمالي المستثمرين في نشاط الفوركس ضحايا؛ نظرا لغياب الشفافية في تعاملات هذه النوعية من الاستثمارات. ولفت إلى أن نسبة الرابحين في مثل هذه الأنشطة لا تتجاوز 20% تقريبا، الأمر الذي يضع علامات استفهام كبرى حول آلية مراقبة الأموال الداخلة والخارجة. وبين أن نشاط «الفوركس» غير مرخص من الجهات الرسمية، ويفتقر للإشراف المباشر من مؤسسة النقد «ساما»، إلى جانب عدم تصدي البنوك للعمليات الاستثمارية والصفقات المبرمة عبر «الفوركس». وقال عضو لجنة الاقتصاد والطاقة بمجلس الشورى الدكتور فهد العنزي ل«عكاظ»: «الإحالة للنيابة التي أعلنتها هيئة سوق المال، تأتي بعد تزايد ضحايا الاستغلال لأنشطة لا تستند الى أسس قانونية صحيحة، فإغراءات الكسب الكبير في البداية قد تغري البعض لمواصلة الاستثمار وبمبالغ أكبر؛ ما يمهد الطريق للتعرض لخسائر كبيرة بعد فترة وجيزة، إذ تتبخر جميع الأرباح السابقة؛ لذلك فإن التحذير وإن كان متأخرا أفضل من عدم وجوده». من جهته، أشار نائب رئيس لجنة المحامين السابق بغرفة تجارة وصناعة الشرقية سلمان العمري ل«عكاظ» إلى أن التحذير من الاستثمار في «الفوركس» ليس جديدا إذ توجد تحذيرات سابقة، كون هذه النوعية من الاستثمارات بمثابة نشاط وهمي هدفه الاستيلاء على الأموال دون وجه حق، والإضرار بالاقتصاد الوطني. وتابع عضو لجنة الأوراق المالية بغرفة الرياض الدكتور عبدالله المغلوث ل«عكاظ» بقوله: «إحالة المتورطين في نشاط «الفوركس» إلى النيابة العامة يأتي على خلفية تعرض حالات كثيرة من الأشخاص للاستغلال، وسلب الأموال بطريقة منظمة». ولفت إلى أن مشكلة «الفوركس» تتمثل في عدم وضوح الأنظمة، كما أن الإعلانات المستمرة عبر مختلف الوسائل الإلكترونية مثيرة للشبهة. وذكر الباحث المالي محمد الضحيان ل«عكاظ» أن توجه هيئة سوق المال ومن قبلها «ساما» يكمن في حماية المواطنين من استغلال الجهات القائمة على هذه الأنشطة. وزاد: «الاستثمار في «الفوركس» من الأنشطة الوهمية؛ نظرا لعدم وجود أساس لتبادل المنافع للعملات والمعادن وغيرها.