كشف رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم في أن الكويت وقيادتها السياسية وعلى رأسها الأمير البلاد لم تستخدم الوفرة والملاءة المالية في تمويل المغامرات السياسية وشراء الولاءات وتضخيم الأنا السياسية، بل استخدمت جزءا كبيرا من مواردها في دعم التنمية في البلدان النامية ومساعدة الدول المحتاجة والتدخل الإنساني في مناطق الصراعات المسلحة والكوارث الطبيعية. وأوضح الغانم أن أمير الكويت ومنذ تولي مقاليد السياسة الخارجية قبل أكثر من 60 عاما، وتحت قيادة حكام الكويت المتعاقبين، نجح في تثبيت شكل وملامح السياسة الخارجية الكويتية القائمة على سياسات إحلال السلام والتوافق ومفاهيم الاعتدال والحوار والرؤى المتعلقة بالتدخل الإنساني ماديا وسياسيا في مناطق الصراع إقليميا ودوليا. وأضاف الغانم في تصريح صحافي بمناسبة الذكرى الثالثة لتسمية الأممالمتحدة أمير الكويت قائدا إنسانيا واختيار الكويت مركزا للعمل الإنساني: إذا كانت السياسة تقليديا ارتبطت بمفاهيم التصارع والمكر والخدعة والتآمر والانتهازية وتمت شرعنتها في الوعي الجمعي للعالم، فإن السياسة الكويتية ارتبطت بمفاهيم الذكاء وكسب الثقة والتسامي والتجاوز والترفع السياسي ومراكمة الأصدقاء بدلا من الأعداء والخصوم. وتابع: بناء على هذا التاريخ الطويل، لم يعد مستغربا ظهور اسم الكويت كوسيط عادل ونزيه في الكثير من الأزمات، العابرة منها والمزمنة، ولعل ما يبذله سمو الأمير أخيرا من جهود مضنية في إذابة الجليد بين الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي هو أكبر مثال على هذا الرصيد المعنوي والأخلاقي للكويت. وقال: إن نهج التدخل الإنساني الذي تنتهجه الكويت بقيادة سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ليس حالة عرضية اقتضتها التطورات أخيرا بل هو ركن تاريخي وأساسي يقع في صلب العقيدة السياسية الكويتية.