منذ تفجر «الثورة الطائفية» في إيران التي أطاحت بالشاه عام 1979، ارتبط نظام الملالي بالدمار والطائفية في المنطقة، حتى أضحت طهران عاصمة «حياكة الدمار» ومنطلقاً للعمليات التخريبية في البلدان العربية تحت الخط العريض «تصدير الثورة»، واستطاع رجال الدين المتشددون الذين وصلوا إلى هرم السلطة في إيران زرع ميليشيات «خارجة عن إطار الدولة» في بلدان عربية عدة، لتحقق طموحاتهم التوسعية في المنطقة. وبعد 38 عاماً من صعود «انقلاب المتشددين» في طهران، ترزح شعوب عربية تحت وطأة ميليشيات متطرفة تتبع للملالي في طهران، ف«حزب الله» الذي يقوده حسن نصر الله (أعلن في أكثر من مناسبة أنه يأتمر بأوامر الولي الفقيه في طهران)، يخوض حروبا مفتوحة ضد اللبنانيين المعتدلين الذين يرون في الدولة «مكسباً ينبغي الحفاظ عليه»، وضد الشعب السوري، كما وصلت مؤامراتهم إلى الخليج. وأضحت تجربة «حزب الله» في لبنان مشجعة لطهران، ما دفع الملالي إلى استنساخها في العراق، بيد أن التطبيق كان أوسع، فعشرات الميليشيات أضحت تحمل السلاح وتحركها إيران في الشارع العراقي، كما أن «حلم الملالي» حاول أن يجد في اليمن موطئ قدم، فأضحى الحوثيون «نبتة إيرانية» تمتلك السلاح في شمال الشمال اليمني منذ وقت مبكر من عام 2004، وخاضت الميليشيا الطائفية ست حروب مع الدولة اليمنية، حتى استطاع الحوثيون دخول صنعاء بتواطؤ من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ولولا الهبة العربية بقيادة السعودية، لابتلع الحوثي اليمن بأكمله كما يقول سياسيون يمنيون. تورطت إيران في دعم كل حركة «تمرد» تحمل أبعادا دينية متشددة، حتى اتهمت إيران بدعم جماعات إرهابية متطرفة عدة في العالم العربي ضمن إستراتيجية الدمار، وأكد مسؤولون غربيون أكدوا دعم طهران للتنظيم القاعدة منذ وقت مبكر، فيما يتهم عراقيون طهران بلعب أدوار مزدوجة في الميدان العراقي، إذ تدعم المتطرفين السنة في وقت تمد المتطرفين الشيعة بالسلاح والمال. وأمام التدخل العسكري في دول عربية عبر «الميليشيات المتطرفة» امتدت المساعي الإيرانية لتفتيت الهوية العربية، عبر إشعال النار الطائفية وتهميش الروابط القومية، ويستشهد مراقبون ب«عراق ما بعد صدام»، وكيف استطاع المالكي إبعاد بغداد عن محيطها العربي، ويبدو أنه نجح سياسياً، بيد أن الصلف الإيراني جعل من الاختراق الاجتماعي أمراً بالغ الصعوبة.