القياسات بين الأشياء مختلفة من أمر إلى آخر، وبين بلد وآخر، ولو أخذنا قياس الوزن فنجد من يقيسها بالكيلو وآخرين يقيسونها بالرطل، وهناك من يقيس المسافات بالكيلومتر، وهناك من يقيسها بالميل حتى أن قياس الميل يختلف من الميل الأرضي والبحري، ولكن هناك قياس واحد لا يمكن أن يختلف عليه اثنان، وهو قياس النجاح، فكيف تحدد النجاح وما قياسه؟ عندما تشاهد من يحاول الهجوم على شخص يعمل دون أن يلتفت للشائعات من حوله فثق أن هذا الإنسان قد نجح بعمله نجاحاً باهراً مما جعل البعض يغار من نجاحه، وسأثبت لكم هذا الأمر من خلال شخصيتين خليجيتين أحدهما كويتي والثاني سعودي. الأول هو الشيخ فهد جابر المبارك الصباح وكيل ديوان سمو رئيس الوزراء الكويتي، فهناك من يحاول الإساءة له والتهجم عليه من خلال شراء مغردين يكتبون عنه بما ليس به، وهو يعلم أن هناك من يهاجمونه من أجل أن يحتويهم، ولكنه لا يلتفت لهم وكل همه هو عمله الذي أوكل به، فقد جرت العادة عند البعض احتواء من يهاجمهم، وعدم التفاته لهم هو دليل نجاحه في عمله. الثاني هو شخص لا أعرفه شخصيا وهو المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني الذي أثبت ما ذكرته لكم، فقد استطاع هذا الرجل أن يسبب القلق «لقناة الخنزيرة» والعاملين بها لوحده حتى أن بعض مقدمي البرامج لديهم أصبح لا هم له إلا سعود، وقد أثبت «قلقهم» منه أنه ناجح وأنه قناة أكبر من قناة الخنزيرة. كثير منكم لا يعرف من أين أتت مفردة «قلق» فهي مفردة معروفة لدى مربي الأغنام، فهم يطلقونها على بقايا ما يخرج من الأغنام فيلتصق على صوفها من الخلف بعد أن يجف، وهذا هو القلق الذي يسببه النجاح لمن لم يعرف طعم النجاح ويعيش مع «قلقه» وفهمكم كفاية. أدام الله نجاح فهد الجابر وسعود القحطاني، وأدام قلق من يهاجمهم لنجاحهم بعملهم...