وكانت النتيجة لا شيء.. قليل من سهر، كل ما في جعبة القدر من انتظار، جرعات زائدة من الترقب، وعبثا أهدرت الأمل. فكانت النتيجة لا شيء.. لربما تكون اللا أشياء التي نحصل عليها خيرا من أشياء تجلب البؤس لصاحبها. لكن.. ما مصير كفاحنا المهدور لحفنة من اللا شيء؟ هل هنالك أمل في أن يكون اللا شيء بذرة للشيء الذي كافحت لأجله؟ كما خلقت أيها الشيء الحي.. من اللا شيء. وقد كنت تصبح شيئا فشيئا.. شيئا متكبرا.. يا ابن اللا شيء! أصبحت تصنع من اللا شيء شيئا.. والشيء يصنع من اللا شيء شيئاً.. حتى ظننا أنه لم يعد هنالك شيء، يدعى باللا شيء.. وغلب على الظن أننا أفنيناه.. واللا شيء يطوق أعناقنا.. ويسحبنا لجحره ببطء.. واللا شيء فانٍ.. كما الشيء.. فكما يسحبك اللا شيء إلى الجحر فإنه إلى الجحر يسحب.. وعلى وجه البسيطة.. تتحالف الأشياء واللا أشياء ضد بنات جنس الأولى، والأشياء ضد اللا شيء، واللا شيء ضد للأشياء.. وإن كان الكل فانيا، فإن للا شيء اليد العليا والقوة التي يقهر بها الأشياء رغم أنفها.. ولكن حتى لو فَنِيتَ وفَنيتْ أشياؤك أيها الشيء.. فسيأتي يوم يتخاصم فيه الشيء واللا شيء، وعباد اللا شيء وأعوانه.. أولئك الذين باعوك.. ويفنى اللا شيء ورهبته.. ويودون لو يُلحقون به فيخيب أملهم. وستخلدك أشياؤك.. فاصنع شيئاً.. أيها الشيء.