قرأت بضع كلمات أود أن أوجهها إلى حكام الشقيقة قطر وقادتها، في ضوء الأحداث الجارية، وبعد مرور نحو شهرين من مطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب من دويلة قطر، وبعد تدخلات الكويت الشقيقة وأمريكا الصديقة، التي باءت بالفشل حتى ظن هؤلاء الحكام والقادة أن هذه الدول قد نسيت مطالبها أو تقاعست عنها. أما الكلمات الأربع فهي: لا تجادل الجاهل، لأنه لن يفهم. ولا العنيد، لأنه لن يقتنع. ولا المتحيز، لأنه لن يسمع. ولا الانتهازي، لأنه سيستغل ما تقول لصالحه. تدبرت هذه الكلمات فوجدتها تنطبق إلى حد كبير على القادة في قطر، ولا أعني هنا من الجهل عدم معرفة القراءة والكتابة، فهذا أمر هين، وقد كان الشعراء في الجاهلية وصدر الإسلام لا يعرفون القراءة والكتابة، وتركوا لنا أدبا وعلما، لكن الجهل هنا هو عدم إدراك الواقع على حقيقته، وهذا ما يتجلى بوضوح في سلوكيات قادة قطر وحكامها، فهم من هذا القبيل لا يفهمون، والعناد الذي يورث الكفر كما يقول البعض – هو المسيطر على عقلية هؤلاء فلم يقبلوا بوساطة الأشقاء والأصدقاء، وباتوا كمن ينطح برأسه في الصخر. أما التحيز، فهو لا يخفى على أحد، وليته تحيز لما فيه الخير، بل تحيز إلى فلول هاربة من بلادها لاشتراكها في نشاطات إرهابية، فأصبح انحيازهم إلى شيوخ الفتنة والإرهاب، أكبر وأعظم من انحيازهم للحق، مع أن الحق أبلج والباطل لجلج، ومن ثم وضعوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا. أما الانتهازية فهي جلية في تصرفات قادة قطر وحكامها، إذ يحاولون استغلال مزاعمهم وأكاذيبهم لتحقيق مصالحهم، وينتهزون ما حل بهم من مشكلات واضطراب داخلي، لإقناع العالم بأنهم على صدق وحق مع أنهم -والله- يخادعون الله وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون. أما دعوة حكام قطر لتدويل الحرمين الشريفين فهي تعكس كل هذه الآفات الأربع: الجهل، العناد، التحيز، الانتهازية، وتضيف إليها حمقا لا يرتكبه إلا من فقد صوابه، بل وتكشف عن نوايا سيئة أو تحقق حلما طالما راود إيران، وهيهات هيهات أن ينالوا بغيتهم أو يحققوا أطماعهم. كلمات من ذهب تصف واقعا أليما تعيشه المنطقة بعامة، والخليج بخاصة، فالجهل والعناد والتحيز والانتهازية، سمات تميز سلوكيات وتصرفات حكام قطر، مع أن السياسة لا تعرف كثيرا من هذه الترهات، ولعل الدبلوماسية -وهي تنافي كل ما سبق- هي ما يفتقر إليها من يحكمون هذا البلد الشقيق. أتمنى أن يقرأ الإخوة القطريون هذه الكلمات، ففيها وصف لواقع حكامهم، والله المستعان على ما يصفون.