كيف ستنعكس تعديلات أسعار اللقيم والوقود على الشركات المدرجة؟    الفنان راشد الفارس يقدم أولى حفلاته للعام 2025 في موسم الرياض    الغضراف    الاستضافات الرياضية.. المملكة في المقدمة    قاتل الشتاء الصامت!    ذلك اليوم.. تلك السنة    خشونة الركبة.. إحدى أكثر الحالات شيوعاً لدى البالغين    تعفن الدماغ .. عندما تصبح أدمغتنا ضحية التكنولوجيا    الفلسطينيون في وضع مأساوي    الصراعات الممتدة حول العالم.. أزمات بلا حلول دائمة    عبير أبو سليمان سفيرة التراث السعودي وقصة نجاح بدأت من جدة التاريخية    لبنى العمير: أول مبارزة سعودية تكتب فصول الإلهام    سوق العمل السعودي الأكثر جاذبية    ترمب أمام تحدي تعديل السلوك السياسي الإسرائيلي    «العلا».. مقصد الباحثين وهوى السائحين وقبلة المغامرين    عام جديد بروح متجددة وخطط عميقة لتحقيق النجاح    محمد الفنتوخ.. الهمّة والقناعة    ماذا تحتاج سورية؟    المسحل والمسؤولية المقنعة!    المرأة والطفل والجائزة    1.3 مليون خدمة توثيقية.. عدالة رقمية تصنع الفارق    ابتسم أو برطم!    سُلْطةُ الحُبِّ لا تسلّط الحرب    لماذا لا تزال الكثيرات تعيسات؟    دروس من سوريا    بايرن يشهد عودة أربعة من لاعبيه للتدريبات الجماعية    الهلال يعلن غياب "نيمار" وعودة "نيفيز" قبل مواجهة الاتحاد في كأس الملك    نائب أمير تبوك يستقبل مدير الجوازات بالمنطقة    وزارة الثقافة تُدشِّن مبادرة "عام الحرف اليدوية 2025"    الأمير سعود بن نهار يفتتح مشروعين تعليميين في الطائف    موقف موسى ديابي من مواجهة الإتحاد والهلال    سبب اقتراب رونالدو من البقاء مع النصر    الدفاع المدني يؤكد أهمية اتباع إجراءات السلامة عند استخدام وسائل التدفئة    ضبط إثيوبيين في جازان لتهريبهما (89550) قرصًا خاضعًا لتنظيم التداول الطبي    مركز التنمية الاجتماعية في جازان يعقد اللقاء الأول للجمعيات التعاونية في المنطقة لعام ٢٠٢٥    قرية "إرث" بالواجهة البحرية بجازان.. وجهة سياحية وترفيهية وثقافية في موسم شتاء جازان 2025    السعودية تأسف لحادثة إطلاق النار التي وقعت في مدينة سيتينيي بالجبل الأسود    كونسيساو: الإصابات ليست عذراً في السوبر الإيطالي.. وموتا: التفاصيل الصغيرة ستحسم التأهل    استقبله نائب أمير مكة.. رئيس التشيك يصل جدة    «الجوازات» تعاقب مخالفين ب19914 قراراً إدارياً    وصول الطائرة الإغاثية السعودية الثالثة لمساعدة الشعب السوري    محافظ محايل يلتقي مدير عام فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية    منذ 14 عاماً.. الذهب ينهي 2024 بأفضل أداء سنوي    نائب أمير تبوك يستقبل مدير فرع وزارة الرياضة بالمنطقة    خطر ثلاثي يهدد الدماغ    5 عادات شائعة تُسرّع شيخوخة الدماغ    حماية التوحيد منذ فجر التأسيس إلى العهد المجيد    أحسن إلى نفسك    الملك عبدالعزيز وفلسفة التوفيق    أمين الرياض يطلق مشروعات تنموية في الدلم والحوطة والحريق    صندوق تنمية الموارد: توظيف 169 ألف مواطن خلال 3 أشهر    المملكة تنظم دورة للأئمة والخطباء في نيجيريا    اللغة العربية لا طفولة لها وليس لها شيخوخة!    أبو منذر وباحويرث وبن سلمان يحتفلون بزواج محمد وطلال    5 مجمعات جديدة للاستثمار التعديني    جازان: نجاح أول عملية كي للعصب الكلوي    القصيم: إطلاق مبادرة «نقطة تواصل» لتبادل الخبرات الطبية    نائب أمير تبوك يستقبل مدير فرع وزارة الرياضة بالمنطقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حَصيلةُ الملاحظ مِن حرَاج المواعظ..!
نشر في المدينة يوم 02 - 06 - 2011

مُن المُقرَّر عند العُقلاء أنَّ النَّصائِح والمواعِظ لا تَنشط ولا تَتكاثر؛ إلّا في المُجتمعات الغَافلة، أو تلك التي يَكثر فِيها الخَطَأ، أو تَنتشر فِيها المُخالفات..!
فمَثلًا: كَان العَرَبُ وبنو إسرائيل مِن أكثَر النَّاس ارتكابًا للأخطَاء، والفَواحِش، والمُوبِقات، والشِّركيّات؛ لذلك بَعث الله إليهم مِن الرُّسُل والأنبياء العَدَد الكَبير، مِنهم مَن قصّه القُرآن، ومِنهم مَا لَم يَقصصه، وهَذا العَدد يَتلاءم طرديًّا مَع كميّة المُخالفات، وكُلَّما كَثُر الفَساد كَثُر عَدد الوعَّاظ، وأهل النَّصيحة، ودُعاة التَّوجيه..!
وبالمِثَال يَتَّضح المَقَال: في بريطانيا تَجد الكَثير مِن اللوحَات الإرشاديّة، ولَكن مِن النَّادر أن تَجد لَوحات تَنهاك عَن فِعل الخَطأ، فمَثلًا مِن المُستحيل أن تَجد لَوحة مَكتوبًا عَليها «النَّظافة مِن الإيمَان»، أو «حَافظوا عَلى نَظافة مَدينتكم»، أو أنَّ هُناك أسبوعًا للنَّظافة، لأنَّ هَذه الفَضيلة مَفروغ مِنها هُناك، وقد انتقل المُجتمع مِن كَون هَذه الفَضيلة شِعارًا إلى استحضارها سلُوكًا ومُمارسةً تُفعل كُلّ يَوم..!
كَما أنَّك لَن تَجد لَوحة مَكتوبًا عَليها «أعطِ الطَّريق حقّه»، أو «القِيادة فَن وذَوق وأخلَاق»، أو «فَضلًا اربط حِزَام الأمَان»، لأنَّ هَذه -كَما قُلتُ سَابقًا- تَحوَّلت مِن شَعارٍ يُرفع، وأقوالٍ تُكتب إلى أفعالٍ وسلوكيّاتٍ، ومُمارساتٍ يَوميّة، يُطبّقها الجميع تَلقائيًّا..!
ولَن تَجد أيضًا مَن يَحضُّك عَلى مُساعدة الفُقراء، ومِن المُستحيل أن تَجد لَوحة كُتب عَليها «اتّقوا النَّار ولو بشقّ تَمرة»، لَن تَجد ذَلك لأنَّ مِثل هَذه الأعمَال هُناك تُمارس مِن غَير الضَّرب بمَطرقة الوَعظ أو النُّصح، كَما أنَّ الجمعيّات التَّطوعيّة هي مَن تَتولَّى هذه الأمور..!
وإذا كَانت الأمور تُقاس بهَذا الشَّكل، بمَعنى أنَّ الشِّعارات هي مَن يُسيطر عَلينا، فإنَّ المُجتمع السّعودي -مَع الأسف- يَومًا بَعد يَوم يَزداد تَمسُّكًا بالشّعارات، بقَدر مَا يَبتعد عَن التَّطبيق، فمَثلًا تَكثُر الحَوادث في أسبوع المرور، كَما تَتكدَّس المُخلَّفات في أسبوع النَّظافة، ويَكثُر المُتسوّلون والشحّاذون في أوقاتِ التَّباهي بفعل الخَير، مِثل الحِج ورَمضان، وغَيرهما مِن الأوقَات التي يُتحرَّى فِيها فِعل الخَير..!
أمَّا مَن يَرفعون شِعار «اربط الحِزَام»، فهُم أكثر النَّاس عصيانًا لهَذا المَضمون، وعن التَّدخين فحدِّث ولا حَرَج، فإنَّ عَدد المُدخِّنين يَزداد كُلَّما شَاهدت لَوحة مَكتوبًا عَليها «مَمنوع التَّدخين»، وكأنَّ النَّفس البشريّة تُوشك أن تَقول «سَمعنا وعَصينا»، وكُلَّما جَاءت «مَوعظة ونَصيحة» استكبر النَّاس وازدادوا عتوًّا، ونفورًا، وعِنَادًا، وذلك مِصداقًا لقَول الحَقّ -جَلَّ وعَزّ-: (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا* فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلاَّ فِرَارًا* وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا* ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا* ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا* فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا)..!
لقد استوحَى شَاعر بَني تَميم «جرير» هَذه الفِكرة، وصَاغ مِنها بَيته المَشهور:
لاَ تُكْثِرَنَّ إِذَا جَعَلْتَ تَلُومُنِي
لاَ يَذْهَبَنَّ بِنُصْحِكَ الإِكْثَارُ
حَسنًا.. مَاذا بَقي..؟!
بَقي القَول: إنَّ الفَضائل مِثل النَّصيحة، والمَوعظة، والدَّعوة، لا تَكثر إلَّا في المُجتمعات التي -كَما يَقول العَوام- «رَايحة فِيها»، والله من وراء القصد..!.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.