بين العادة والعبادة يكون الدين حاضرا في مجتمعنا بالشكل الذي يتعامل به الأفراد؛ بمعنى أن هناك من يتعامل مع الدين على أنه عبادة، ويعمل بمقتضى ذلك، وهناك من يتعامل مع الدين على أنه عبادة ويعمل به كعادة وشتان بين الاثنين! التعامل مع الدين على أساس أنه عبادة يكون قائما على أسس ثابتة، ومن منطلق عقيدة راسخة، وإيمان مطلق، بينما يكون التعامل مع الدين كعادة قائما كمظهر اجتماعي أو أسلوب، لكسب الناس بالمظهر الديني والهالة الإيمانية قالبا دون ما يكون قلبا ويقدم الشخص لنفسه صورة، قد تكون غير حقيقية ولكنها مقبولة، وهذا ما يأخذنا للسؤال: ما الذي يجعل من الدين عادة وليس عبادة؟ السبب الأساسي هو اعتقاد الشخص أن الدين مجرد واجب دون أي استشعار لمعنى العبادة مع أداء العبادات التي يقتصر البعض على أمكانها فقط فلا تترك العبادة أي أثر؛ لذا نجد من يصلي في المسجد ويظلم في السوق، وهناك من يغتاب الأشخاص ويستمر في الاستغفار، وكم شاهدنا أشخاصا أظهروا لنا الالتزام وفي أقل موقف ظهر لنا منهم ما لم يكن بالحسبان، والسبب الأهم أن الدين ليس كما تفهم أو تقرأ أو تحفظ فهو لا يقاس بهذه الطريقة، الدين هو ما تؤمن به وتعمل بأحكامه، الدين أن تومن دون سبب بما يراه الله مناسبا وليس ما تعتقد أنت أنه مناسب، وهذا ما يجعل البعض يعتقد أنه أفضل منك دينا لأنه ملتزم والحقيقة التي قد يغفل عنها البعض، أننا كلنا كأشخاص ملتزمون ولكن ما يختلف هو درجة الالتزام ومدى تطبيقه. وآن الأون أن ندرك أن العلاقة بين العبد وربه علاقة خاصة، لا تحتمل أي تدخل ولا تتقبل أي تبرير؛ لأن الحساب من والى الله عز وجل. خلاصة القول: إن الفرق بين العادة والعبادة يكون في النية، واستحضار الجوارح؛ لذا من الممكن أن تكون كل عادة عبادة ولكن، من الصعب أن تتحول العبادة كلها لمجرد عادة.