منذ أن تشرفت المملكة بخدمة الحرمين الشريفين وهي تبذل الغالي والنفيس لخدمة ضيوف الرحمن وزوار المسجد النبوي الشريف، وتقدم خدمتهما على باقي اهتمامات الدولة، بل إن ملك المملكة يتشرف بحمل مسمى (خادم الحرمين الشريفين) وهذا ما يؤكد المكانة الكبيرة للحرمين الشريفين ورعايتهما بالنسبة للمملكة قيادة وشعبا. ولذلك فإن من يروج لأفكار تدويل الحج، هو نظام يمارس المراهقة السياسية في أخطر حالاتها، ولهذا كان رد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على االتصريحات القطرية بشأن هذا الموضوع معبرة أشد التعبير عن موقف المملكة الحقيقي، حين أكد أن المملكة ترفض طلب قطر تدويل المشاعر المقدسة، معتبرا أن هذا الطلب بمثابة إعلان حرب ضد المملكة. مؤكداً في الوقت نفسه أن المملكة تحتفظ لنفسها بحق الرد على أي طرف يدعو لتدويل المشاعر المقدسة. هذا الموقف الصريح والقوي والحقيقي هو موقف المملكة الدائم من هذه الدعوات المشبوهة، التي لا علاقة لها بالمشاعر، وأن القصد منها التشويش على جهود المملكة ومحاولة الانتقاص منها، وهذا ما يخالف كل رأي عاقل موزون، لأن ما تقدمه المملكة للحرمين الشريفين يفوق كل تصور، ولا يمكن أبدا الوصول إليه، أو تجاوزه.